د. عبدالواحد الحميد
مبادرة رائعة انطلقت من دبي في سبتمبر عام 2015 بعنوان «تحدي القراءة العربي» لتشجيع الأجيال العربية الناشئة على القراءة، وقد تم رصد مبلغ ثلاثة ملايين دولار كحوافز لطلبة المدارس العرب للمشاركة في هذه الفعالية التي دخلت الآن دورتها الثانية والتي تمتد عاماً كاملاً يقرأ خلالها المشاركون ما يزيد عن خمسين مليون كتاباً!
جاءت هذه المبادرة على خلفية معلوماتية مثيرة للكآبة وهي أن الطفل العربي يقرأ في العام الواحد لمدة ست دقائق بينما يقرأ الطفل في الغرب سنوياً لمدة 12 ألف دقيقة ويقرأ المواطن العربي سنوياً ربع صفحة بالمقارنة مع 11 كتاباً في الولايات المتحدة و7 كتب في بريطانيا.
هدف المبادرة ليس تشجيع القراءة فحسب، بل أيضا نشر قيم راقية ومتحضرة في المجتمعات العربية، فهي تسعى إلى «تنمية مهارات الطلاب في التفكير التحليلي والنقد والتعبير، وتعزيز قيم التسامح والانفتاح الفكري والثقافي لديهم من خلال تعريفهم بأفكار الكتاب والمفكرين والفلاسفة بخلفياتهم المتنوعة وتجاربهم الواسعة في نطاقات ثقافية متعددة».
لقد أشعلت هذه المبادرة الرائعة أجواءً من التنافس داخل المدارس على امتداد الوطن العربي، وكما حدث في الدورة السابقة من «تحدي القراءة العربية» سوف يتم اختيار الفائزين من الطلاب والمشرفين والمدارس ويتم تكريم الجميع في أوبرا دبي بحضور حاكم دبي وتوزيع الجوائز السخية عليهم بحضور أولياء أمورهم من الآباء والأمهات.
بمثل هذه المبادرة الجميلة نرتقي بمجتمعاتنا العربية وبأجيالنا الناشئة. ومما يفخر به أهل دبي والإمارات والمواطنون الخليجيون أن مثل هذه المبادرات تنطلق من منطقتنا الخليجية التي تنعم بالأمن والاستقرار وبالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتسهم في تقدم وتطور المجتمعات العربية كافة. ولعل بعضنا يتذكر أنه في شهر ديسمبر من العام الماضي عُقدت في دبي فعالية ثقافية بعنوان «قمة المعرفة 2016» بدعم من حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد، وسبق القمة إطلاق «مؤشر القراءة» بالتعاون بين دبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهدف تشجيع القراءة و»وقياس الوضع العربي على خارطة القراءة ومستويات التنمية الثقافية في المنطقة».
شكراً دبي، وشكراً محمد بن راشد الذي يشرف على مبادرة «تحدي القراءة العربي» ويتابعها بشكل شخصي.