سعد بن عبدالقادر القويعي
تشديد جمعية حقوق الإنسان على ضرورة التصدي بالفكر، والنهج الإسلامي المعتدل لمجموعات الواتساب التكفيرية، والضالة، التي ظهرت مؤخرا تحت مسميات، أبرزها: «للفردوس نسعى»، و»الحور العين»، هو جزء من المواجهة الفكرية للإرهاب، ومنع صناعة خلايا نائمة؛ للاستفادة منها، وتطويعها في عمليات التعاطف، والتجنيد، وحشد الدعم، والتي تستلزم وقفة حازمة تعيد الموازين إلى نصابها.
على خط مواز، تبرز أهمية قراءة أدوات، وآليات الطرف الآخر، واستقراء ما وراء مدلولاتها. فالمنحى الخطير الذي بدأت التنظيمات الإرهابية اتباعه، هو انتقالها إلى فضاء الواتساب؛ لتوفير مجتمعات افتراضية متغيرة، تعمل على غسل أدمغة الشباب، وأدلجتها. إذ تعد فضاء خصبا؛ لنشر أفكار دخيلة على المجتمعات، وتجييره لمصلحتها - تجنيداً وتمويلاً - في ظل غياب النصوص الشرعية الصحيحة عن عقول هذه الفئة؛ ومن أجل الوصول إلى ترويض جيل قادم يحمل أيديولوجيته المتطرفة؛ لضمان ديمومتها، واستقطاب العقول المؤهلة للانحراف الفكري، والعقدي.
في ظل ثورة هائلة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ووسائل الاتصال، فإن خارطة الأدوات تتمدد يوما بعد يوم، إلا أن قراءة ما بين السطور بشكل تحليلي احترافي يلتزم المصداقية، بأن تضخيم الصورة الذهنية لحجم المنظمات الإرهابية؛ سببه امتلاك أدوات المعرفة، والتقنية اللازمة لاختراق العالم الافتراضي بدرجة كبيرة، والتي تستخدم للتفاعل، والتنسيق أثناء إعداد، وتنفيذ العمليات الإرهابية، وما بين الحصول على الدعم، وتجنيد الأفراد، ونشر الأفكار.
استقراء المستقبل يقول: إن ضبط السلوك، والبعد عن مخاطر التقنية، يتطلب رصد الفئات الضالة في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وتوضيح تنامي الدور الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في نشر أفكار، ومبادئ التنظيميات الإرهابية؛ لبث رسائل تحريضية، والذي يندرج في إطار نظام الجرائم المعلوماتية المعمول به في المملكة؛ وحتى لا يجد المستهدف سهولة كبيرة في ولوج هذه المواقع، وتصفحها، بما يشكل على المدى البعيد حائط صد أمام أهداف الجماعات الإرهابية، وعلى المدى القريب قفزة نوعية في مواجهة أدوات الدعاية السوداء لأصحاب تلك المجموعات؛ وصولاً إلى مجتمع يطبق الوسطية، والاعتدال - فكراً وسلوكاً -، وتعزيز روح الانتماء الوطني، وتحقيق الأمن الفكري.