سعد السعود
هناك أمور في الحياة والرياضة من ضمنها بالطبع لا يمكن أن يكون للواسطة فيها دور.. فمهما كان الضجيج حولها عالياً.. ومحاولات التلميع حاضرةً.. إلا أنها لا يمكن أن تستر افتقار الموهبة.. سواءً داخل الملعب أو خارجه.. وإلا لكان ابن رئيس النادي نجم الفريق.. أو مدربه.. لذا فقد ينجح نجم في الملعب ويخفق في التدريب.. والعكس يحدث بكل تأكيد.. وكلنا شاهدنا ماردونا كيف كان النجم الأول بالعالم في زمانه.. لكنه بالتدريب تجرع من مكان لمكان مر خيباته.. وبالمقابل مورينهو مثلاً كان نكرة في الملعب لكنه أضحى سبيشل ون على الدكة.. وعليه فالركون لإرث فني كلاعب للتدريب والاتكاء على مزامير إعلامية.. كلها لن تمنع نشاز المدرب من الظهور إن لم يملك الموهبة.
ولذا فإنَّ ما يقدمه سامي الجابر مع الشباب هذا الموسم لا يمكن تصنيفه - إن كنت لطيفاً بالمفردة - سوى أنه عك تدريبي بامتياز.. وعبث فني بكل إيجاز.. فما يقدمه المدرب الوطني مع فريقه لم يسبقه أحد على الأقل في السنوات القليلة الماضية.. فالكوتش يتفنن في مسح هوية الفريق الكروية.. ويمارس فلسفة عبثية بلا أي بصمة فنية.. وحقيقة فلم ولن أستغرب فشل سامي الجابر الذريع مع الشباب.. وهو من لم يقدم للهلال بطولة في أمر نادر الحدوث.. وتجرع الهزائم مع الوحدة الإماراتي.. بعد تجربة إدارية قطرية.. ودعونا نتحدث عن زمن سامي الحالي مع الشباب بالتفصيل:
زمان سامي والمحصلة الخجولة
لم يجمع الليث حتى الجولة الثالثة والعشرين سوى 30 نقطة وتبقى له لقاءات الهلال والنصر والاتفاق.. وبظني مع مباريات كهذه لا يمكن حتى ان يصل لحاجز الـ 37 نقطة وهو الرقم الأسوأ للشباب في المواسم السبعة الأخيرة منذ رفع عدد فرق الدوري إلى 14 فريقاً.. فضلاً عن أن المدرب الجهبذ في آخر 15 مباراة لم يفز سوى بلقاءين ولم يجمع سوى 13 نقطة.. رقم كارثي لا يليق بفريق بحجم الشباب.. وأغلب فرق الدوري تجاوزت هذا الرقم في مبارياتها الـ 15 الأخيرة.. وربما لولا - بعد مشيئة الله - ما جمع من نقاط أول الموسم لأصبح الفريق يصارع على الهبوط بمباركة مدربه.
زمان سامي والأعذار الواهية
الكوتش الوطني تفنن في رمي الأعذار لإخفاقه في مختلف الجهات.. فلم يترك عذراً إلا وأورده.. حتى أصبح مشجب الأعذار يئن بما يحمله.. فيوماً يخرج علينا ليبرر الهزيمة بعقوبة إلهية.. ومساء آخر يخادع المشجع الشبابي ببريق المركز الخامس على الرغم من أن المسافة بينه وبين الأخير أقرب من المركز الرابع.. وفي مواجهة ثالثة أتخمت شباكه بالأهداف يهرول ناحية نقطة البناء.. وفي ليلة ظلماء يتحدث عن رضاه عن أداء اللاعبين على الرغم من الوجه الفني الكئيب وكأن المشاهدين لا يرون المستوى الهزيل، ولعل آخرها كان حديثه بعد هزيمة الرائد.
زمان سامي والتفرج بسلبية
فقد الشباب مع سامي الجابر حارسيه ولم يحرك ساكناً على الرغم من أنه الرجل الأول بالفريق فنياً، بل انه تجاهل العويس ولم يشركه سوى بلقاء الفيصلي بطلب من مارفيك المنتخب.. ويبدو أنه في الطريق بعد الحارسين سيغادر ظهيره معاذ ولم نسمع منه همساً.. وسيلحق بهم بلعمري لما يناله من تطفيش لا يحتاج لمجهر لاكتشافه.. فهل يرضى كمدرب بما يحدث من مسيري النادي من تفريط في نجوم الفريق ومرتكزاته؟ أم أنه يستمتع بلعب دور «المزهرية» في المشهد الظلامي لليوث؟ وإن كنت أشك في ذلك، فسامي لا يمكن أن يرضى بأن يكون كذلك.. لذا لا تفسير سوى أن هذا الصمت ثمنه: ضمان مكانه بالفريق لمواصلة تعلم الحلاقة في رأس الشباب.
زمان سامي والمجاملة الشخصية
على الرغم من أن الفريق يغرق مادياً.. وعانى من شح الدعم.. بل وصل الأمر إلى المنع من التسجيل بسبب ذلك.. وتأخرت الرواتب.. وأسهمت بشكل مباشر فيما يحدث.. لينتقد الجميع أعضاء شرف الشباب.. فكُتبت المقالات المستغربة.. وتخضبت أعمدة الصحف بالمناداة للرجالات المتفرجة.. عدا شخص واحد على الرغم من أنه المتضرر الأول من هذا وأعني هنا سامي الجابر.. ولا أدري لماذا هذا السكوت المريب؟! فإن كانت قُدمت للكوتش وعود ولم تنفذ فليخرج وليتحدث أو على الأقل ليستقل حتى يبرئ ساحته.. أما إن كان الأمر هكذا ومع هذا صمت حتى لا يحرج أصحاب الوعود فهو هنا قد قدم صورة هؤلاء الأشخاص على مصلحة الكيان.
زمان سامي والقدوة الانضباطية
جميل أن يكون لكل فريق نظام معين.. يسير عليه اللاعبون ويكون المدرب قدوة في ذلك.. أما إن كان رأس الهرم للانضباط خارقاً فشيمة اللاعبون المثل.. فلا يعقل مثلاً حرمان الفريق من خدمات حسن معاذ في لقاء وجمال بلعمري في لقاءين والحجة تغيبهم عن التدريبات.. في حين أن سامي نفسه ترك الفريق في عز الموسم وذهب إلى قطر للحصول على دورة تدريبية.. فضلاً عن أن ما يحصل عليه اللاعبون من إجازات يمكن أن يوازي عدد أيَّام التدريبات.. فلماذا مع معاذ وبلعمري ظهر الانضباط فجأة ؟ .. وهل نحن موعودون مع قصة عويس جديدة.
زمان سامي ومهاجمة منتقديه
أخيراً، وهذه النقطة لا تخص سامي تحديداً.. بل تتحدث عن ردة فعل محبيه.. فعني فأتفهم غضب بعض الهلاليين من انتقاد سامي الجابر، فهو نجمهم التاريخي ولديه إرث محبة لديهم ولطالما رفع الكؤوس في منصة بطولاتهم.. لكن ما لم أجد له تفسيراً هو الدفاع المستميت من بعض الشبابيين عن كوارث سامي التدريبية.. حتى أنى بت أشك أن لديه جوازاً دبلوماسياً يحصنه من الهجوم ويمنع الآخرين من نقده.. وإلا فهل يعقل أن يخرج الفريق من كأس الملك على يد وج.. وهناك من الشبابيين من لا زال يبحث له عن مخرج؟!.. وهل يُقبل أن يخسر الفريق من الباطن الصاعد.. وهناك من الليوث من لا زال يبرر للمدرب ذلك بقلة الإمكانات وما يواجهه الليث من مصاعب؟!.. ولا تسألوني عن صمتهم عن هزائم الشباب من التعاون والفيصلي والرائد في موسم واحد.