رقية سليمان الهويريني
تناقل الناس مشاهد فيديو لمعالج شعبي يدور على مرضى يشتكون من علل متعددة ويقوم بكيهم بخفة في أماكن مختلفة من أجسادهم! وظهرت لقاءات مع المرضى يظهرون أنفسهم وأنهم قد تعافوا -بعد دخولهم عليه- فهذا يحرك يده وذاك عاود المشي وهكذا. وتلك المشاهد في الواقع تحمل ادعاءات علاجية قد تكون خاطئة حيث يزعم صاحبها قدرته على علاج الكثير من الأمراض، كعلاج السكتة الدماغية بالكي!
وعندما تشجب هذه الممارسات تقابلك ردة فعل من المرضى وبعض أقاربهم بأن هؤلاء المعالجين قد تفوقوا على الأطباء! وأكاد أتعاطف معهم وأرحم حالهم لأن المريض يتعلق بقشة أمل، ويبحث عن المعالجة والشفاء، ولعل ما أغرى هؤلاء المعالجين هو حب المال، فقد أثرى الكثير بسبب جهل البسطاء واستغلال المغفلين، والنصب على السذج فيقوم المعالجون بالتطبب والاستفادة على حساب أوجاع الناس والمتاجرة بضعفهم، بمقابل قصور المستشفيات عن أداء عملها، سواء بنقص الكوادر الطبية أو طول المواعيد وانتظار يمتد إلى عدة أشهر! وتتحمل وزارة الصحة المسؤولية، فالمرضى يراجعون المستشفيات لعرض عللهم على الأطباء، فلا يكادون يحصلون على موعد قريب وبعدها قد لا يكون التشخيص دقيقاً أو لا يجد المريض علاجاً للنقص الهائل في الأدوية!
ولئن تحركت الجهات الرسمية مؤخراً لملاحقة المعالج الشعبي الشهير الذي يزعم علاج الجلطات بالكي والقبض عليه بعد تنقله من منطقة إلى منطقة واستئجار استراحات بغرض العلاج؛ فإن الأمر قد تأخر كثيراً فهي لم تتحرك إلا بعد تدافع المواطنين والمقيمين حوله وإحداث بلبلة وصخب!!
وطالما لا يملك المعالج تصريحاً بالمهنة؛ فإن على المواطن الواعي المساهمة بتنقية فكر المجتمع والدعوة لرفض هذا النوع من العلاج والتوجه إعلاء للطب القائم على التجربة والبرهان واليقين.