احتفالنا بـ«جائزة الملك فيصل العالمية» يؤكد حقيقة هامة، هي أننا في هذا الوطن كنا ولا زلنا وسنظل نعمل بكل الجهد والإمكانات من أجل خدمة كل التوجهات التي من شأنها تعزيز «رسالة الإسلام» الخالد.
والجائزة - من زاوية أخرى - تعبير عن محاربة الجهل، وتقدير العلم والعلماء.
وهي من زاوية ثالثة، تأكيد على مواصلة مشوار «العلم» الذي وضع لبناته المؤسس الكبير الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه-، والذي أثمر كل هذه المعطيات الخيرة من قوافل رجالات العلم وطلابه ودوره ومؤسساته.
والجائزة كذلك، تعبير حي وصادق عن الامتنان والتقدير للدور الذي أسهم به «الملك فيصل» -رحمه الله-، في بناء الوطن وقيادته وتعزيز توجهاته فوق طرقات العلم والمعرفة.
إنَّ ما تلقاه الجائزة من دعم واهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أعزه الله- هو في حقيقة الأمر تأكيد على الحرص الكبير والدعم المتواصل الذي يبذله -حفظه الله- لكل الأعمال الخيرة، والإنجازات المفيدة، التي ترمي إلى خدمة الإسلام والمسلمين.
إن اهتمام المملكة العربية السعودية برسالة الإسلام ينطلق من إيمانها بمسؤوليتها الكبرى منذ الأزل تجاه الشريعة السمحاء.
لقد كانت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، مباشرة، صادقة ومعبرة، حيث قال فيها: «عالمٌ بجشعِ الإنسان يضطرب، وكبار بالصغار تحترب، ونذير شرٍ بالبرية يقترب، وقيم استبدلت بقيم، ليست فيها من القيم شمم، وأسماء ليس فيها من علم، ومملكة تشع نوراً وحكمة، وتطرح نهجاً جديداً ورؤية، وتكرم العلم والعلماء قدوة، نبني على قواعد المجد صرحاً، ونعالج على جسد العروبة جرحاً، ونرسم على تجهم المسلمين فرحاً، إذا أدلهم الليل أشعلنا العقول، وإذا احتار الغير ابتكرنا الحلول، فلا مكان بيننا لعابثٍ أو جهول».
إن الدور الذي لعبته جائزة الملك فيصل العالمية كان دوراً كبيراً لخدمة الإسلام والمسلمين، وكان واضحاً في مجالات «الدراسات الإسلامية» و«اللغة العربية والأدب» و«الطب» و«العلوم» و«الدراسات الإسلامية» أو في مجال «خدمة الإسلام والمسلمين».
ويأتي هذا الدور مكملاً للدور الريادي الذي تضطلع به قيادتنا الرشيدة للدفاع عن العقيدة الإسلامية والدين الحنيف، وخدمة أبنائها، وتشجيع العلم والعلماء في كل ما من شأنه خدمة الاتجاهات الإنسانية البناءة.
إن هذه الجائزة التي ترعاها المملكة العربية السعودية هي أيضاً لتشجيع العلم وتقدير العلماء إيماناً منها بأن مشاعل العلم هي أقرب القنوات على طريق بناء الحضارات والتقدم والتطور وصناعة المستقبل الزاهر وتقديم أكبر الإسهامات في مسيرة الحضارة الإنسانية التي ستظل نتفيأ بمبادئ الإسلام السامية ومثله الرفيعة.
عندما ترتقي الأدوار والمهام، تسمو الجوائز بشخصياتها المختارة لاستحقاقات مشاريعها الإبداعية والإنسانية بتفوق ونجاح. وتسعد ميادين العلم والإنسانية بفضاء معشوشب بالعطاء الجاد والمؤثر في وجدان الناس.
«خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله-» حقَّق إنجازه العالمي «جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام 2017م»؛ بشرف التعاطي مع الأحداث والمستجدة والتحديات القائمة بحرفية ومهنية وإيمان وصدق، لما للحصافة والفكر واستقراء الواقع والقادم من أهمية في حياة الشعوب، ودوره الفاعل في ترسيخ واقع الدول ورفده بالقوة والتأثير والتحكم بموازنات القوى الفاعلة.
فقد أعطاه دينه الإسلامي «الذي هو ديننا» الضوء الأخضر لأنْ يحزم أمره، ويخطو خطواته، بقوّة وتركيز وثبات لأجل إنجاز مشروعه الإسلامي، بنجاح يحقق الأمنيات الكبيرة له - ولنا جميعاً - فقد اعتنى عناية فائقة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتم بالسيرة النبوية، ودعم مشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية وتنفيذه بدارة الملك عبدالعزيز، وأنشأ مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة لحفظ التراث العربي والإسلامي، وسعى سعياً دائماً لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمَّتان الإسلامية والعربية، بالإضافة لجهوده في إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب واستضافة مقره بالرياض، ومواقفه العربية والإسلامية عبر عقود من الزمن تجاه قضية فلسطين المتمثلة في الدعم السياسي والمعنوي والإغاثي، وكذلك ترؤسه وإشرافه المباشر على عدد من اللجان الشعبية والجمعيات الخيرية لإغاثة المنكوبين والمحتاجين في العديد من الدول الإسلامية والعربية، وإنشائه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ودعمه بسخاء ليقدم العون للشعوب الإسلامية والعربية المحتاجة.
حقيقة نحن نشعر بالسعادة، ونحن نرى الإنجاز والاستحقاق لمليكنا الذي يتحدث باسمنا ويعمل من أجلنا، ويجتهد لرفع راية ديننا ثم وطننا، هذا المنجز الذي استحقَّه عن جدارة «جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام 2017م» يزيدنا غبطة عندما نرى مشاعر المسلمين من كل حدب وصوب في الاحتفاء والفخر به.
معاً نحن بني الإسلام والخير - رجالاً ونساء - في السباق المحموم في حب ديننا الإسلامي ومنهجه القويم، معاً.. معاً.. نحميه، ونذود عنه.، ولنقف كلنا أجمعون ونحيِّي «ملك خدمة الإسلام، وعلماء الفكر والسلام، وجائزة فيصل الإمام».
رحم الله الملك فيصل وأسكنه فسيح جناته، وحفظ الله مليكنا سلمان ناصراً للإسلام والمسلمين.
- مدير العلاقات العامة والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر