** من أهم ما على الإنسان بالحياة غذاؤه ودواؤه، وقد أضحت العناية بسلامة الغذاء ومأمونية الدواء هدفاً رئيساً لكل الدول المتقدمة، فالغذاء هو الذي يمنح الإنسان الصحة والبقاء على قيد الحياة، والدواء هو الذي يشفي
-بإرادة الله- من الداء الذي ينال الإنسان.
لهذا صارت هيئات ومؤسسات الغذاء والدواء بالعالم هي المؤسسات ذات الأولوية بالدول وبخاصة الدول التي تحرص على صحة وسلامة شعوبها.
لقد جاء إنشاء الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة لتؤدي مسؤولياتها البالغة الأهمية تجاه مكوّنِين من أهم المكونات بحياة الإنسان.
ومن توفيق الله أن هذه الهيئة بدعم الدولة قامت على أسس قوية وأهداف واضحة وقد وفق الله من تولوا مسؤولياتها ببذل المزيد والجهد والتطوير حتى أصبحت الآن هيئة موثوقة بمختبراتها وأجهزتها ودقة عملها وكفاءة العاملين فيها.
لقد قمت خلال الفترة الماضية بزيارة لهذه الهيئة ورأيت -بحمد الله- ما يجعل كل مواطن أو مقيم بهذا الوطن يطمئن على الغذاء الذي يتناوله والدواء الذي يستخدمه.
فالهيئة بدأت عملها من حيث وصلت إليه الهيئات المماثلة بالدول المتطورة سواء بما يتعلق بتأمين الأجهزة الحديثة أو تهيئة المختبرات المتكاملة.
وأهم من كل ذلك وهو ما جعل الفرح يسكن وجداني، هو تلك الكفاءات الوطنية المتفانية التي تعمل بهذه الهيئة سواء بإداراتها أو مختبراتها أو تشغيل أجهزتها وسواء من يعمل بجهازها الرئيسي أو فروعها، ويقود هذه الكوكبة السعودية رجل كان من التوفيق اختياره لرئاستها ذلكم هو الفاضل دكتور هشام الجضعي بتخصصه وأمانته وجميل تعامله مع زملائه كما رأيت بنفسي، حيث كان ينسب كل عمل لهم، وقد جعل من زملائه بالهيئة فريقاً واحداً يعمل من أجل هدف واحد، متحملين الأمانة من بحيث لا يتواجد بأسواقنا سوى أغذية وأدوية سليمة وأجهزة طبية دقيقة تحقق الهدف من استخدامها.
وإنه مما يحمد لهيئة الغذاء والدواء السعودية إنها تسمى الأشياء بأسمائها عندما تعلن للناس عن خلل بغذاء أو عدم سلامة دواء فهي تذكر التفاصيل بحيث يكون المستهلك على معرفة ووعي كامل فيتجنب أي غذاء أو دواء غير سليم وتعاون محمود مع الجهات الأخرى.
بقي أن أشير ليطمئن المستهلك إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بعد إدراكها لسلامة ودقة العمل وبعد زيارتها للهيئة السعودية والاطلاع على أجهزتها وكفاءة العاملين فيها أصبحت تعتمد أي معلومة تصدر عن أي غذاء أو دواء من الهيئة السعودية.
وكم هو مجدٍ هذا التكامل بين وزارة الصحة وبين الهيئة العامة للغذاء والدواء حيث إن الرسالة واحدة: فالغذاء مرتبط بالدواء والدواء مرتبط بالغذاء، وكلا الجهتين المسؤول الأول عنهما رجل شهد له الناس بالإخلاص والنجاح والأمانة ألا وهو دكتور توفيق الربيعة وزير الصحة.
وبعد.
مزيداً من العطاء فليس أغلى علينا من صحتنا وسلامة غذائنا ومأمونية دوائنا.