يوسف المحيميد
من يقرأ أخبار الأندية الأدبية، بالذات حول انتخابات مجالس إداراتها، تصيبه الدهشة، فكيف لا نسمع عنها كمنظمات أو مؤسسات مدنية إلا عند هذه الانتخابات؟ وكيف لا يتم الاعتراف بجمعياتها العمومية، ونفض غبارها، إلا عند التصويت لمجلس إدارة جديد؟ أليست هذه الجمعيات هي ضابط عمل هذه الأندية، والجهة الوحيدة المخوّلة بمناقشة إنجازاتها؟ لماذا لا تتم دعوتها سنوياً لمناقشة ما تم إنجازه، ومساءلة مجلس الإدارة عند تقصيره، أو الخلل على المستويين المالي والإداري؟
هذه الجمعيات العمومية التي يفترض أنها تضم نخبة المثقفين والأدباء في كل منطقة، هي التي يجب أن تقود الأنشطة الأدبية في كل منطقة، وأجزم أن كثيرًا من الأدباء، وأنا بينهم، لا يحبون العمل التنفيذي في الأندية الأدبية، لكنهم يحبون أن يشاركوا في صنع القرار، وفي صناعة خارطة الأدب في وطنهم، وكذلك ردم الفجوة بين نخبوية الأدب وعزلته، وبين الناس من مختلف الشرائح والأعمار.
أكاد أجزم أن عشرات، بل مئات الأدباء في وطني، لديهم من الأفكار الخلاَّقة ما ينقل هذه الأندية الأدبية من الظل إلى واجهة المشهد الأدبي الوطني، فقط أن تتاح لأفكارهم الفرصة، لمناقشتها، من خلال احترام الجمعيات العمومية في الأندية، وتفعيل المناسب منها، بل يجب أن تتم الاستعانة ببعضهم في مشروعات النادي، وتكليف من يرغب منهم في استلام مشروع أدبي ما، وتطويره، دون الحاجة لأن يكون عضو مجلس إدارة، فالجمعية العمومية هي الأصل، لأن أعضاء المجلس - كما أعرف - جاؤوا من مقاعد هذه الجمعيات، وبترشيح زملائهم!
أعتقد أن سبب تراجع أداء معظم الأندية الأدبية يعود إلى استبداد مجالس إداراتها بالرأي والعمل، وعدم قبول مناقشتهم، وتهميش زملائهم أعضاء الجمعيات العمومية، وعدم الاستعانة بهم، ونفض غبارهم، إلا عند التصويت على انتخاب مجلس إدارة جديد، وبعد الانتهاء من هذه العملية الانتخابية، تتم إعادتهم مع الكتب المكدسة في مستودعات الأندية!