إبراهيم الطاسان
قراءة الأحداث وتحليلها،كقراءة المادة بإخضاعها للتحليل المخبري، ينتج عنه معرفة عناصر مكونات المادة. وما يمكن أن ينتج عن مكوناتها من فروع تختلف وتتوافق في صفاتها. وما يمكن أن ينتج عن مزج كل أو بعض عناصرها بنسب مختلفة مع عناصر مادة مختلفة من منافع أو مضار. (هذه عمليات مخبرية يختص بها الكيميائيون، ولست مهم). سبعة متشابهات تؤكد انتماء داعش والحوثية لا صل واحد. فكل من الحركتين كونها سبعة سلوكيات متطابقة. داعش تدعى السلفية الأولى، وهي السافلة قولاً وفعلاً. والحوثية بررت انقلابها على الشرعية بإسقاط الجرعة أواخر العام 2014م بوعد اليمنيين بالرخاء الاقتصادي بينما تبينت حقيقتها أنها حركة دينية طائفية. داعش استولت على ما تركه لها نوري المالكي عمداً لتنفيذ غايات إيرانية حينما كان رئيس الحكومة العراقية بسحب الجيش العراقي من الموصل وترك أسلحتهم. والحوثي كلما أراد الاستزادة من السلاح ناوش قوات الجيش اليمني ليمد الرئيس المخلوع القوات بقوات وأسلحة ثم يأمرهم بوقف المناوشات وترك السلاح والانسحاب من صعدة. الحوثية هدمت المساجد والمتاحف والمنازل (بالمقذوفات والتلغيم) وداعش مارست نفس الممارسة. داعش جندت الأطفال والمرتزقة. والحوثية جندت المرتزقة وأرغمت الأطفال على حمل السلاح وزجت بهم في أتون المعارك. الحوثية تدرعت بالمصحات والمساجد وبيوت الناس وسط المدن. دعش تدرعت بالعوائل وكبار السن. الحوثية مارست التجويع بفرض الحصار على الناس بمنع الإغاثة، داعش مارست ذات الفعل. الحوثية مارست الكذب والتضليل والتزييف والانتصارات المبهرة كضرب القواعد السعودية. داعش مارست الكذب بادعاء قيام عناصرها بكل عمل إرهابي تم على وجه الأرض استغلالاً للحدث. كل هذه السلوكيات اجتمعت في حركتين إحداهما وهي الحوثية تنتمي لجذرها الطائفي الاثني عشري الفارسي. والأخرى تدعي أنها سنية. ولكن سلوكياتها وإن ادعت أنها سنية تنتمي عناصر تكوينها وسلوكها لنفس تكوين وسلوكيات الحوثية، وكل من الحركتين الداعشية والحوثية مارست الإرهاب بصوره المختلفة من قتل المعارضين والمناوئين والمسالمين، ونهب المال العام والخاص، والتمرد على السلطات الشرعية وابتزاز الناس ... إلخ. داعش صنفت ووصفت دولياً إرهابية، والحوثية بانتمائها لدولة إرهابية كانتماء المليشيا الشعبية العراقية لإيران، وحزب الضاحية الجنوبية من لبنان الإرهابي يصح بحقها ما يصح على داعش. فكلتا الركتين اتصفتا بذات السلوك وأسلوب التكوين. فلا يمكن فصل أي منهما عن الأخرى، وهو ما نتج عنه بالتحليل المنطقي الذي لا يخالف العقل، أن داعش والحوثية توأم حمل بهما رحم واحد، وحضنهما حضن واحد. والسعي لتجريمها كحركة إرهابية كداعش يوجب محاربتها دولياً . تملية ممارساتها وسلوكياتها وأساليب تكوينها. فليستا إلا فرعين على أصل واحد.