نادية السالمي
أنشقت الأرض وابتلعت خيرتها، وخطفت من الصومال ألوانها فظهر الجوع والعطش، وبارز الناس اليباس؟!. أو أن مجاعتها مستمرة منذ زمن، والإعلام نائم عن مواجع أهلنا في الصومال، واستيقظ لأي سبب كان.. يقظة ضمير أو تعديل مسار، فاستيقظت على استيقاظه همة الناس في النصرة بالمال لمآرب مختلفة، ولجهات شتى.؟!
وفي تبرعات الصومال وحساباتها المنتشرة في مواقع التواصل لا تدري أتعجب من عالم يدعي أنه قرية صغيرة ورغم هذا تأخر وصول الصورة والخبر عن هذه المجاعة وبالتالي النصرة، أم تعجب من المتبرعين المتهافتين على تلك الحسابات دون معرفة تامة موثوقة بأصحابها والجهات التي سترسل لها هذه التبرعات، وهل ستصل إلى ضعفاء الأمة أم إلى الخارجين عليها؟!.
رغبة العامة ببذل الخير من أعظم مزايا مجتمعنا، لكن وعينا يجب أن يتوازى مع هذا الخلق النبيل، ويسير بمحاذاته، فلا نريد أن نسلح عدونا بمالنا ونطعمه من خير ما أفاض الله به علينا، ومعرفة إلى أين تذهب هذه التبرعات ومن المستفيد منها واجب وطني ومطلب للبر بأهل هذا الوطن يحب أن يؤديه المتبرع، وفي قول مالك بن بني ثمرة طيبة علينا أن نحسن قطافها «إن الجمال هو وجه الوطن في العالم، فلنحفظ وجهنا لكي نحفظ كرامتنا ونفرض احترامنا على جيراننا الذين ندين لهم الاحترام نفسه»
شر تبرعات الداخل:
أما التبرعات الداخلية غالبها تصرف بشكل مبالغ فيه كإقامة الأعراس والبذخ المبذول فيها، وبعضها شر لا يبدو سواد وجهه ظاهرًا إلا بعد أمد...فالشاب الذي يدخل في عراك يقوده لسفك الدم نضيّع مالنا في التبرع لجمع ديته، والأولى أن يحصر شيخ القبيلة المرضى والطلاب الراغبين في السفر للعلم، وكل من قهرته الفاقة، ويجمع لهم التبرعات من المحسنين ويوزعها عليهم، وبهذا يساهم هو وأفراد قبيلته في رفع راية العلم بإرسال طلاب العلم والبحث والاطلاع على أحدث ما وصل إليه العصر في شتى المعارف التي لا تنفصل عن مشروعات التنمية وخطط الدولة.
ومن الممكن أن تُجمع التبرعات لعلاج من نهش قواه المرض فيخفف من تلك المشاهد التي اضطرّتهم لطلب الناس وتصوير فاقتهم في مواقع التواصل فنُعِينهم على حاجتهم ونساهم في دفعهم للحياة والشفاء.
وأيضا من الجيد أن تُجمع التبرعات لقضاء الدين عن المدينين، وبناء أوقاف لأرامل هذه القبيلة أو تلك التي اجهدت نفسها وبذلت مالها في مالا طائل منه إلا المزيد من الدماء
وفي هذا يحصل تنافس محمود أثره -بين القبائل- على طلب العلم وفعل الخير بدلًا من جمع التبرعات من أجل من لا يخرج من مُشاجرة إلّا ليدخل في مشاجرة أخرى، وهذا شر نربيه حتى يصبح إرهابيًا يبارزنا بإرهابه!.