مرَّتْ عقودٌ لم تضِقْ بندائِهِ
والفِكْرُ مجذوبٌ إلى لألائهِ
تهْوِي له كلُّ القلوبِ مهابةً
وتوَدُّهُ مفتونةً بعطائهِ
ما كان إلاَّ السَّيفُ يصرمُ ما عتا
والغيثُ ما كفَّتْ جزالةُ مائهِ
نهرٌ صفا للواردين وقبضةٌ
لم ترحمِ العاثين من آلائهِ
عبرَ الحياةَ مُتوَّجاً بمسارها
وشرى النَّقيضَ مُدثَّراً بسخائهِ
..فرعٌ سما من مُثمِراتِ أصولِهِ
فجَنتْ فروعٌ من ندى أفيائهِ
وسعَتْ له كلُّ الجهاتِ شكِيَّةً
تبغي الشِّفاءَ فأُسعِدَتْ بدوائهِ
***
كم ذارفٍ دمعاً أتاه فلم يَعُدْ
إلاَّ سعيداً لاهجاً بثنائهِ
ومُهدَّمٍ من جائرٍ لم ترتفعْ
أركانُهُ الأقوى سوى ببنائهِ!!
هو من أتى قدَرَاً يُنَهْنهُ من طغى
بالنُّصحِ إمَّا أو بعزمِ وفائهِ
إنْ تختفِ الآهاتُ من تِحْنانهِ
فاليُتْمُ ممنوحٌ يديْ أبنائهِ
سَيَرَى به الأخيارُ سَعْداً و[العِدا]
سَيَراه رَدْعاً عارفاً بوقائهِ
لم يُدْهنِ الطُّغيانَ في ظلمٍ ولم
يتركْهمُ بطشاً لأهلِ صفائهِ
فليحذرِ الأعداءُ من غضْبَاتهِ
وليسعدِ الأصحابُ من إسْدائهِ
إنْ أبْهَرَ النَّائين إنقاذاً فقدْ
ملكَ القريبَ بودِّهِ وإبائهِ
وله مع التَّأريخِ أقلامٌ بلا
زورٍ.. أمَامٌ مزهرٌ كورائهِ
- شعر/ منصور محمد دماس مذكور