د. عبدالرحمن الشلاش
أكثر موضوع يشغل الناس هذه الأيام وبالذات أولياء الأمور «الاختبارات في رمضان». قد يكون الموضوع صادما لو أنه أعلن هذا اليوم أو ليلة البارحة. أما لماذا؟ فالجواب هو لأن كل العائلات من الذين لديهم أبناء وبنات في الجامعات والمدارس وهم يشكلون الغالبية لا يتصورن إلى هذه اللحظة كيف سيكون بمقدور فلذات أكبادهم أداء الاختبارات أثناء الصيام في عز النهار عند الساعة العاشرة صباحا، وفي أجواء شديدة الحرارة خاصة في المدارس التي تعاني من سوء التكييف حيث سيكون الطلاب في أفران شديدة الحرارة تفقدهم التركيز وتزيد من حالة تبخر المعلومات، وسيزيد الأمر سوءا في المدارس المستأجرة، وداخل القاعات المغطاة بالزنك والصاج والحديد، وفي بعض مدارس في القرى النائية، وهذه بالذات لست بحاجة لسرد مزيد من التفاصيل عن واقعها غير السار فالغالبية لديهم إلمام كامل بها خاصة من يسكنون في تلك المناطق البعيدة.
أكتب هذا المقال وأنا لا أعلم إن كان لدى وزارة التعليم خطة مدروسة بعناية لتأهيل كافة المدارس وتجهيزها بالكامل لمواجهة موسم الامتحان في نهار رمضان، ورفع درجة الاستعدادات والجاهزية إلى الحد الذي لن نسمع فيه أي شكاوى من الناس، وأن الاختبارات تجرى في أجواء مثالية، وإن كل الظروف مهيئة لموسم اختبارات مميز وانسيابي رغم كل الظروف الصعبة التي ستكيفها الوزارة كي يؤدي الطلاب اختباراتهم براحة تامة ودون أدنى مشقة ! وستمر أيامها لتترك ذكريات جميلة لا تنسى، وعندما يتحقق هذا الحلم الجميل سنكون بالتأكيد أول الفرحين، وفي نفس الوقت أول المباركين للوزارة نجاح موسمها الاستثنائي.
أقول هذا الكلام إن كان لدى الوزارة خطة محكمة ستجابه بها أي ظروف متوقعة، أما أن كان الأمر عكس ذلك بعدم وجود أي خطط ولا غيره، وأننا سنسمع نفس الجمل التي تتكرر كل سنة بأن الأمور على ما يرام، وأن الوزارة قد أكملت جميع الترتيبات, وأن كافة الاستعدادات قد تمت، وأن كل شيء قد بات في انتظار اللحظات الحاسمة فإني هنا أتدخل لأذكر أصحاب القرار بأن الأجواء في رمضان هذا العام ستكون شديدة السخونة وبالتالي فعلى الوزارة أن لا تجازف، وأن تعيد ترتيب الأمور.
لا أتذكر آخر مرة عقد فيها الاختبار في رمضان، لكن إن كان قد حدث فربما كان في فصل الشتاء، لذلك فأمام أصحاب القرار فرصة لتقديمه في شعبان، وإن كانت مصرة لعقده في وقته فربما يكون الصباح الباكر عند السادسة صباحا أنسب وقت لتجنيب الطلاب شدة الحرارة عند العاشرة صباحا.