في زيارته الاثنين الماضي للمجمعة أصرَّ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على أن يلتقي المشرف على نادي التراث خالد المزيني في محال الحرفيين التابعة للنادي في البلدة التراثية.
احتفى الأمير سلطان بن سلمان بالمزيني كثيرًا، مشيرًا سموه إلى أن عبارة (لا يطيح) التي كتبها المزيني على أحد جدران البلدة التراثية، والتي لفتت نظره، وأعجب بها، وأطلقها اسمًا لأحد برامج العناية بالتراث التابعة للهيئة. مشيرًا إلى أن المزيني يُعتبر نموذجًا مشرفًا لأهالي المجمعة المحبين لتراثهم.
أما المزيني فقد أكد أن تقدير الأمير سلطان هو وسام يعتز به من رائد التراث في المملكة، مشيرًا إلى أن اهتمامه بالتراث والمحافظة عليه هو واجب يتحمله تجاه وطنه وبلدته.
وعن قصة عبارة أو شعار (لا يطيح) قال المزيني: كتبت هذه العبارة على أحد الجدران الطينية في البلدة التراثية قبل نحو عشر سنوات؛ لتمثل دعوة صادقة لأبناء المجمعة لحماية بلدتهم التراثية، والمحافظة على ما تبقى فيها من بيوت، تمثل كنزًا وموروثًا لهم، ولم أتوقع أن تجد هذا الاهتمام والتفاعل لتتحول إلى مبادرة وطنية، تبنتها هيئة السياحة بعدما شاهد الأمير سلطان بن سلمان العبارة، وأُعجب بالمبادرة وفكرتها.
ويشير المزيني إلى أن هذه المبادرة وجدت أصداء، تجاوزت المجمعة إلى عدد من مدن سدير؛ إذ استجاب عدد من الأهالي للمبادرة، وقاموا بترميم بيوتهم التراثية.
ويضيف: بالنسبة لي كنتُ أشعر بالألم؛ إذ أشاهد بيوت البلدة التراثية تتهدم وتهمل؛ فبادرت بحملة ترميم تزامنًا مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للمجمعة عام 1428هـ، وبدأت بترميم حويط «مزرعة صغيرة» لوالدي في البلدة، ثم انتقلت بعده إلى ترميم بيوت مجاورة؛ لأجد بعد ذلك الدعم والمشاركة من المحافظة وعدد من الأهالي، وتزامن ذلك مع إطلاق مبادرة (لا يطيح) من خلال برامج توعوية ودورات تدريبية؛ إذ حرصت على تعلُّم البناء بالطين، وسعيت لتعليم هذه المهنة وإقامة الدورات التدريبية للشباب.
وعن نادي التراث يقول المزيني: هو نادٍ يضم أكثر من 500 عضو من المهتمين بالتراث في المجمعة، ويحوي عددًا من الأنشطة لدعم وتأهيل الراغبين في العمل في المهن التراثية، وإقامة أنشطة وبرامج في مجال الترميم والفعاليات التراثية، كما خصصنا عددًا من الدكاكين التي تبرعت بها أسرة الثميري في البلدة التراثية لعدد من الحرفيين الذين يقومون بعمل عدد من المنتجات الحرفية وبيعها.