عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم يكن تبرير الإدارة الهلالية منطقياً أو مقبولاً حول كسب صفقة اللاعب القضية عوض خميس ومنحه مبلغا مخالفا لنظام الاحتراف ودفع أعلى من السقف المحدد فالهلال من حقه التوقيع مع اللاعب بعد دخوله الفترة الحرة ولا يوجد غبار على كسب خدمات اللاعب فقد حضر بصحبه مدير أعماله بكامل رضاه ليوقع ويأخذ نصيبه الذي برر بأنه سلفة عقارية، وهذا غير مقنع وغير منطقي مطلقاً فالأندية ليست بنوكا أو مؤسسات تمويل أو اقتراض وإنما كيانات رياضية فقط, وإذا كان تصرف إدارة الهلال وتبريرها ملفتا للانتباه وغير مقبول فإن الأسوأ من ذلك ما تم حول مسار القضية واللف والدوران واللت والعجن حولها الذي عمل واتخذ من استدعاءات وحضور وتحقيق واستماع واتصال لماذا كل هذا؟.. فقط طبق اللائحة والأنظمة على كل من تجاوزها وقفز عليها وخالف القوانين, والأمور واضحة وضوح الشمس وبدون أي اجتهادات فالمخطئ الأساسي اللاعب الذي وقع لناديين في وقت واحد ومن ثم أخطأ الهلال في منح اللاعب مبلغاً يفوق ما هو مقرر من لجنة الاحتراف، والمخطئ الثالث ناديه السابق الذي قام بالتجديد معه وكسب توقيعه رغم علمه مسبقا بتوقيعه لنادي الهلال، وذلك من خلال تصريح رئيس النادي الذي قال حرفياً: إن الأندية الأخرى توقع مع لاعبينا الاحتياطيين وضرب مثالاً بنفس اللاعب وتوقيعه مع الهلال واللاعب الآخر ربيع السفياني وتوقيعه لنادي الاتحاد فالكل أخطأ ولو أن درجات الخطأ مختلفة فاللاعب المخطئ الأول والأكبر، والخطأ الثاني على نادي النصر الذي عقّد الأمور بقبول اللاعب بعد الاستغناء عنه حتى أنه حوله للملعب الرديف وحرمه المعسكر بعد توقيعه للفريق المنافس، ويبقى الخطأ الأقل ضرراً على الهلال الذي منح اللاعب مبلغا مخالفا للنظام ولكن كان الملفت للانتباه من وجه نظري التبرير الذي لا يمكن قبوله من الإدارة الهلالية حول السلفة العقارية التي ليست موجودة في قائمة عالم الاحتراف بتاتاً.
السعوديون متصدرون
انتهت الجولة الرابعة من تصفيات دوري أبطال آسيا وبالنظر للأربع مجموعات لغرب القارة نجد أن كل مجموعة متصدرة من بلد ما عدا مجموعتين يتصدرهما ناديان سعوديان، حيث يتصدر الأهلي المجموعة الثالثة بـ8 نقاط وبفارق نقطة عن ذوب أهن أصفهان، ثم الهلال الذي يتصدر المجموعة الرابعة بـ8 نقاط وبفارق نقطة عن فريق الريان ورغم أن كلاً منهما لم يضمن التأهل ولكن الوضع العام مطمئن لتأهلهما -بإذن الله- للمرحلة الثانية من التصفيات, ويبقى فريقا الفتح والتعاون اللذان يعمل كل منهما ما بوسعه, ولكن خبرة الفتح وتجربته السابقة خدمته وميزته كثيراً وحصل على 5 نقاط جعلته يتمسك بالمنافسة الشاقة والمتعبة ومصارعته للبقاء في دوري جميل بعدما تذيل الدوري منذ البداية وحتى ما قبل جولتين، واستطاع أن يقفز للمركز الثاني عشر ويبقى التعاون وتجربته الجديدة، فرغم أنها التجربة الأولى له، إلا أنه كسب احترام الجميع رغم أنه فاز وتعادل وخسر مباراتين، ولكن ما زال لديه الأمل, وإن لم يحدث فهي تجربة ثرية ومفيدة للمستقبل، والحصيلة النهائية أن فريقين من أربعة فرق سعودية مشاركة مهيأة للذهاب للمرحلة المقبلة، وهذا أمر جيد عطفا على المنافسة الشرسة لجميع الفرق المتواجدة، وهي جميعها جديرة بذلك.
نقاط للتأمل
- رفض اللاعب تجديد عقده وذهب للنادي المنافس من تلقاء نفسه، ووقّع وقبض وعاد مرة أخرى ووقع مع ناديه الذي ما زال يلعب له، وبعد كل هذه الأحداث الدراماتيكية والمثيرة، يخرج اللاعب ويصرح بأن توقيعه للهلال ليس قانونياً.. إذاً ماذا كنت تبحث عنه؟ ولماذا خالفت القانون ووقعت؟ «بصراحة ماني فاهم ماذا يدور بالضبط!».
- قد لا يكون اللاعب القضية هو فقط المتناقض في حديثه وتصرفاته فقد وصل الأمر إلى الرئيس فقد صرح فضائياً بعد مباراة كأس سمو ولي العهد الذي حسمه نادي الاتحاد، حيث صرح الرئيس أن الكأس لم تذهب بعيداً؛ فالاتحاد والنصر واحد، وبعد اللقاء الدوري الذي انتهى بالتعادل صرح نفس الرئيس بأن نادي الاتحاد لا يستحق النقطة التي حصل عليها ولا يستحق الكأس.. حقيقةً لا أصدق ما أسمع حتى إنني شككت أن أذني مريضة.
- أبطل مركز التحكيم الرياضي توقيع الحارس محمد العويس مع النادي الأهلي دون توضيح الأسباب وتحديد الأخطاء والمخالفات التي بسببها تم إلغاء التوقيع وعمليه الانتقال ومن ثم السؤال أين سيذهب اللاعب؟ إذا ما أدركنا أن علاقته غير جيدة مع النادي الأساسي الشباب واستمراره مع النادي الأهلي مخالف للأنظمة بعد بطلان توقيعه فما مصيره؟ ومن المسؤول عما يحدث للاعب إن -لا قدر الله- انتهت مسيرته في الملاعب، فكل ما أتمنى أن يكون هناك خط رجعة لأي لاعب لديه مشكلة في عملية انتقاله حتى لا تخسر الكرة السعودية مواهب نحن بحاجة إليها.
- أمس عادت عجلة دوري جميل من جديد لتستكمل الأربع جولات المتبقية وستكون هذه الجولة الحاسمة للبطل، فإن استطاع الهلال تجاوز الأهلي فتزفه جماهيره بطلاً مبكراً قبل 3 جولات من النهاية، وتبقى اللقاءات الأخيرة مهمة للوصيف ومن بعده، ويبقى الأهم للأندية المتذيلة للدوري وصراع الهبوط الذي قد يكون من نصيب الوحدة والخليج إن لم يتقهقر أحد الفرق الأخرى.
خاتمة:
لا تظن الهموم تغيّر المعادن فما زال الأصيل أصيلاً ولو شهد البلايا ويبقى الحقير حقير ولو ملك الزمان.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.