د. ناهد باشطح
فاصلة:
((في البحر الهادئ يصبح الجميع ملاحين))
-حكمة لاتينية-
هل يعرف عامة الناس نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الذي صدر قبل عشر سنوات عام 1428هـ؟!
وهل يعرف عامة الناس أن الحكومة أضافت فقرة جديدة وهي «عدم التعرض والمساس بالسمعة والكرامة أو التجريح أو الإساءة الشخصية لمفتي عام المملكة أو أعضاء هيئة كبار العلماء أو رجال الدولة أو أي من موظفيها عبر وسائل تقنية المعلومات أو الشبكات المعلوماتية». وأضيف للمادة السادسة في النظام «كلمة تهديد السلامة العامة، والإضرار بمصالح الدولة أو الإساءة لسمعتها أو هيبتها أو مكانتها أو ترويج لثقافة الإلحاد والأفكار الهدامة أو الترويج للسحر والشعوذة والمساس بالآداب العامة أو إعادة إرسال معلومة أو استخدام وسائل الخدمات المعلوماتية الواردة في هذا النظام». هل يعرف مستخدمو تويتر والفيس بوك وبرنامج الواتس أب أن هناك المادة السابعة التي تنص على «أن يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنوات وغرامة لا تزيد على خمسة ملايين أو بإحدى هاتين العقوبتين كل شخص يرتكب أياً من الجرائم الآتية: التشهير». وماذا عن تغريدات في تويتر ورسائل المجموعات في برنامج الواتس أب يتناقلها الناس دون وعي بأنهم مخالفون للنظام؟
ماذا عن الذين مثلا ينشرون قصصا تسيء إلى سمعة الشخصيات العامة، ويسخرون من تصريحاتهم الإعلامية أو حتى خصوصياتهم؟
ألا تعتبر تشهيرًا يوقعهم في العقاب؟
ماذا عن نشر الأخبار الكاذبة وتذليلها بعبارة «كما نقل لي» أو «كما وصلني» دون اهتمام بتأثير هذا الخبر على تشكيل الرأي العام؟
كيف يفسرها نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية؟
من يحمي الناس من تنفيذ العقوبات؟ من المسؤول عن جهل المجتمع بالأنظمة؟ هل أدت المؤسسات الحكومية أو الأهلية دورها في نشر الأنظمة بكافة الوسائل الإعلامية، ولم تعد الناس تقرأ!!
أم أن هناك تقصيرًا من المؤسسات نفسها في إدراك أهمية رسالتها في عملية توعية المجتمع؟
بعض الأسئلة تظل تطرق في الرؤوس حتى يأتي الجواب.