أحمد بن عبدالرحمن الجبير
المجمعة محافظة حيوية وإستراتيجية، وتقع في وسط المملكة بين الرياض والقصيم، وحفر الباطن على مفترق مثلث الطرق الدولية، ولقد اشتهرت بزراعة وإنتاج التمور، والحبوب والخضار والأعلاف، والبطيخ بأنواعها منذ القدم، حيث كانت تصدر المنتجات الزراعية، وبخاصة التمور إلى العاصمة الرياض، والمناطق المجاورة لها، وبالذات الكويت ودول الخليج، وكانت المجمعة ممراً لتجار وقوافل تلك الدول، ومركزاً لها في ذلك الوقت.
والآن محافظة المجمعة تُعد من أعرق المحافظات لموقعها الإستراتيجي، وتُعتبر من أبرز المراكز الاقتصادية والصناعية في المملكة مما جعلها تساهم في الناتج المحلي بدعم من مدينة سدير الصناعية، ومحطة القطار والمطار، وجامعة المجمعة، والمشاريع الأخرى، حيث تحظى المحافظة بمقومات تكمن في التنمية والإدارة، والتجارة والصناعة، والزراعة والثقافة، ومواردها التراثية والجيولوجية مما أهّلها إلى دعم التنمية الاقتصادية المستدامة في المملكة.
وحظيت محافظة المجمعة بإقامة مشاريع عظيمة بدعم من الدولة - أعزها الله - واهتمام ومتابعة من سمو المحافظ، والبلدية وجامعة المجمعة، والغرفة التجارية ومستشفى الملك خالد - رحمه الله - والقطاع الخاص، وجمعية بر المجمعة، ومكتب الأوقاف والمستودع الخيري، ونادي الفيحاء والجهات الأخرى ذات العلاقة، وكانت صاحبة حظ كبير جداً بتعيين سمو الأمير عبد الرحمن الفيصل محافظاً لها، لأنه يتمتع بالتواجد في كل الفعاليات، والأنشطة والمحافل، ويسعى إلى المتابعة الدائمة لمشاريع المحافظة.
فهذا الحضور والفعالية والمكان الإستراتيجي للمجمعة، أسهم في التخفيف والضغط الحاصل على منطقة الرياض، وذلك بتشجيع واستقطاب الأيدي العاملة السعودية، في المستشفيات والجامعات والمطار والقطار، والصناعة والزراعة، وعليه فإن المجمعة أصبحت نقطة جذب للجميع، خاصة مع قابليتها للتوسع الاقتصادي والعمراني، الأمر الذي يخفف الضغط السكاني على العاصمة إذا ما تم النظر تنمويا إلى تعزيز التنمية في المحافظة، لتكون رافداً لمنطقة الرياض ذات الازدحام الكثيف.
نحن هنا نطالب بمزيد من الدعم الحكومي لمشاريع المحافظة، وتحفيزهم بالتمويلات، والتسهيلات المالية الحكومية والمصرفية، وإزالة جميع العقبات أمامهم، للتوسع في الاستثمارات الصناعية وخاصة في مدينة سدير الصناعية بما يفتح آفاقاً، وفرصاً استثمارية واعدة للمحافظة، والذي من شأنها أن تسهم في نمو الصناعة المحلية في المحافظة والوطن، وحل مشكلة البطالة، ونأمل أن يكون هناك دعم مالي خاص للمجلس البلدي لمدينة المجمعة، لتحسين البنية التحتية لوسط المجمعة.
لقد سعدنا بتشغيل قطار المجمعة، واعتماد أمير منطقة الرياض موقع مطار المجمعة، حيث يحقق موقع المطار التكامل بينه، ومحطة القطار من أجل الخدمات اللوجستية، والنشاط الصناعي، مما سيؤدي إلى جذب الاستثمارات المحلية والعالمية إلى المحافظة، ويأتي تحديد موقع المطار ضمن التخطيط الإقليمي لمنطقة الرياض، لنشر التنمية بشكل متوازن بين المحافظات، وتوزيع المرافق والخدمات الإقليمية لتسهم في تنمية جميع مناطق المملكة.
فوجود محطة القطار في المجمعة وإنشاء مطار المجمعة الإقليمي بإذن الله سوف يكونان نقلة عظيمة في تطور، ونماء محافظة المجمعة، وكافة مدن المحافظة، والمحافظات القريبة منها حيث إن المحافظة سوف تحقق إنجازات استثمارية، واقتصادية عظيمة داخل وخارج بلادنا الغالية، خصوصا أن مطار المجمعة الإقليمي قريب من صناعية سدير، ومتوسط بين كافة مدن المحافظة والمحافظات الأخرى.
لذا فإن محافظة المجمعة ستكون مركز نمو وطني وواجهة اقتصادية مستقبلية لمشاريع التنمية الشاملة، والمستدامة للمحافظة، وجميع مدنها، والمحافظات القريبة منها، وتنمية كافة القطاعات العمرانية والصحيَة والتعليميَة والاجتماعيَة وغيرها من القطاعات المتوفرة في المحافظة، وتوظيفها بما يحقِّق التنمية المتكاملة للمحافظة وللوطن.
فشكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ولولي عهده الأمين، ولولي ولي عهده، ولسمو أمير منطقة الرياض، وسمو محافظ المجمعة - حفظهم الله - لأن وجود المطار، ومحطة القطار ومدينة سدير الصناعية، وجامعة المجمعة، والمشاريع الأخرى سوف يحقق الاستقرار السكاني للمحافظة من حيث الهجرة العكسية، وبذلك يخف الضغط على العاصمة الرياض.