جاسر عبدالعزيز الجاسر
الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات التابعة للنظام السوري والتي شملت إطلاق 59 صاروخاً من نوع توماهوك في أربع دقائق من البوارج الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط.
هذه الضربة الصاروخية الأمريكية أحرجت الروس كثيراً، وإذا كان النظام السوري ساقطاً حسابياً وعسكرياً وغير قادر على مواجهة مثل هذه الضربات الصاروخية بعد أن تأكد عجزه عن التصدي للغارات الجوية الإسرائيلية وتركه مجاله الجوي مسرحاً لكل من يريد أن تجول طائراته الحربية، فإن الحرج بل وحتى التهكم سيوجه للروس الذين ادعوا أنهم زودوا نظام بشار الأسد بأنظمة دفاع جوي متقدم هو أفضل ما أنتجته المصانع العسكرية الروسية ومن أهمها نظام إس - إس 400 الذي يقولون عنه إنه قادر حتى على إسقاط الطير من سماء سوريا.
طبعاً أصابت صواريخ توماهوك الأمريكية أهدافها ودمرت ما هو موجود في قاعدة الشعيرات، ومعروف أن صاروخ توماهوك أكبر حجماً من الطير بعشرات المرات، ومع هذا لم يكتشفه ولم يسقطه إس - إس 400، وهذا ما يجعل من الأنظمة الدفاعية الروسية لاعتراض الصواريخ عديمة الأهمية، وإن نصبها وشراءها والتكفل بإحضارها لا معنى له رغم كلفته المالية العالية. وهو يقلل من السمعة والهالة الكبيرة التي أحاطت بمجموعة منظومات إس - إس 300 وإس - إس 400، ويقلل من قيمة السلاح الروسي الذي أثبت في الكثير من المواجهات عدم قدرته على التصدي للأسلحة الأمريكية وآخرها المواجهة على الأرض السورية والسماء السورية التي يسيطر عليها الأمريكيون، سواء بطائراتهم أو بأقمارهم التجسسية التي تراقب ما يقوم به الروس ونظام بشار الأسد والمليشيات الطائفية.
السقوط الروسي في السماء السورية لم يكن الأول، فقد تكرر أكثر من مرة، إذ عجز الروس أو أهملوا أو تغاضوا عن إيقاف الغارات الإسرائيلية على المواقع السورية وعلى مستودعات حزب الله في سوريا أكثر من مرة، مع أن الإسرائيليين استعملوا الطائرات الحربية، واعتراضها وحتى إسقاطها أسهل من التصدي للصواريخ، إذ ترك الروس وأنظمتهم الدفاعية الطائرات الإسرائيلية تصول وتجول وتنفذ مهامها وتعود لقواعدها دون أن يخدش أي شيء في هياكلها أو أجنحتها.
بعض المحللين الروس يزعمون في تبريرهم لعدم التصدي للصواريخ الأمريكية الموجهة لقاعدة العشيرات بأن القيادات الروسية تحلت بضبط النفس ولم تعط الأمر بالتصدي وإسقاط الصواريخ الأمريكية حتى لا تحصل مواجهة نووية بين أمريكا وروسيا.
هذا عن الضربة الصاروخية الأمريكية، ولكن ماذا عن الغارات الإسرائيلية على الأهداف العسكرية لنظام بشار الأسد ومستودعات حزب الله؟.