خالد الربيعان
أتعجب من أن يكون النادي كبيراً وله تاريخ عريض، يُقاس بالعقود، ناد له من الزمن 60 سنة وناد له 80 أو أكثر، ومع ذلك أغلب تاريخه تجده مديوناً! في مشاكل مالية دائمة على مدى تاريخه، وبالبحث المطول عن أكثر ما يجعل الأندية بهذا الهم ليس في المملكة فقط، بل في العالم أجمع هي مسألة رواتب اللاعبين!
في مقال سابق لي تكلمت عن تجربة بارما وكيف أن تاريخ هذا النادي وعراقته وحب الناس الجارف له لم ينقذه! بل تكالبت عليه 200 مليون يورو ديون أغلبها رواتب لاعبين وثمن صفقات نجوم ووكلائهم طبعاً! ثم انتهى الأمر بإفلاس النادي وبيعه بالكامل حتى بطولاته وكؤوسه!
وهنا وجدنا صفقات المحترفين تستنزف 60 % من مداخيل النادي المخصصة للاعبين عموماً، الأمر الذي يدفعك للتفكير ثم السؤال: ماذا فيها لو فعل النادي الفكر التجاري السليم والذي يفرض عليك في هذه المراحل خطف لاعبين نجوم في صفقات قياسية تكلف أقل القليل تجعلك تضحك كثيراً!
ماذا عن ليستر سيتي الذي خطف فاردي بمليون فقط لتصبح قيمته 30 مليون! وماذا عن رياض محرز الذي اشتراه ليستر بـ500 ألف يورو فقط واللاعب قيمته الآن 35 مليون يورو!
دعك من ليستر وانظر معي لأرخص صفقات اللاعبين، وصدّق معي أو لا تصدّق! نادي فالكي الروماني سنة 98 اشترى لاعباً هو أيان رادو ودفع مقابل الصفقة 2 طن من اللحم!
ميدلسبرة الإنجليزي اشترى جاري باليستر ودفع مقابل الصفقة لنادي بيلينجهام درزن أطقم ملابس رياضية ومجموعة من كور التدريب وشبكة مرمى!
رئيس نادي فلوي الإنجليزي اشترى لاعب من نادي فيندجبارت النرويجي مقابل وزن اللاعب من «الروبيان»! كان وزن اللاعب 75 كيلوجراماً!
إيان رايت لاعب الآرسنال الشهير انتقل في البداية من جرينوتش إلى نادي كريستال بالاس، الذي دفع مقابله مجموعة من الأثقال الحديدية المستخدمة في التدريب!
دعك من كل هؤلاء فربما نقول إن هذه الأندية وهؤلاء اللاعبين لا يمكن أن يكونوا نجوماً! فماذا عن أرخص صفقة في تاريخ كرة القدم؟ أقول لك:
في 2013 لعب ريال بيتيس أمام ريال مدريد، تقدَّم بيتيس وتعادل مدريد بصعوبة شديدة! هذه المباراة كان نجمها والذي صنع هدف بيتيس وتلاعب بمدافعي الريال هو لاعب كونغولي اشتراه بيتيس من نادي نومانسيا الإسباني مقابل ماذا؟! مقابل 1.2 يورو! الرقم صحيح.. يورو وربع فقط!
والمعنى أن تنزل الأندية من سماء الأوهام قليلاً وتتعامل (بواقعية مالية) طالما الظروف المادية لها بهذه القسوة! ناهيك عن ذلك! فإن العقم في عملية التسويق الرياضي ببعض الأندية تجعل منها مديونة ولو كانت غير مديونة! فما البال بالمديونة من الأصل!
اللاعبون في كرة القدم وفي الرياضة عامةً هم بمثابة تروس الماكينة! الأعمدة التي تقوم عليها الأندية لأنها في الأول والآخر تقدم مباريات كرة قدم وأداء يجلب جماهير ثم تدور العجلة بنتائج ثم جماهير أكثر ثم تسويق، وفي النهاية نجد كياناً يُسمى نادياً! لهذا السبب لا بد إن كانت الأندية قائمة بصفقات كل موسم لا محالة: فمن الضروري لها تفعيل مثل هذه الأفكار.. والمشي على هذا النهج..»على قدر غطائك امدد قدميك»!
الجد في الاستثمار!
عندما تكون جدياً وتكون الأذكى، نعم الأذكى من خلال الاهتمام بأكاديميات النادي وناشئيه! تغنيك كناد عن أي كشافين وعن الوكلاء وعن الملايين التي تُدفع كل موسم! لا ننسى أن جاريث بيل ثاني أغلى لاعبي العالم بـ 100 مليون يورو هو في الأصل ناشئ في أكاديمية ساوثهامبتون إحدى أميز الأكاديميات في العالم منها باع النادي في ثلاث سنوات فقط لاعبين ليحقق أرباحاً قدرها 90 مليون يورو .. أرباحا وليست ديوناً!