سامى اليوسف
القدوة نوعان: حسنة وسيئة
بالتركيز على النوع الأول، سوف يقفز إلى الأذهان النجم الكبير والمحبوب محمد الشلهوب «28 بطولة، وعلى بعد جولة أو اثنين من بلوغ 29، منها 11 لقباً لكأس ولي العهد وهي بطولته المحبّبة»، والحديث هنا سيتعدى الأرقام التي تشهد على تميزه، بل عن السلوك الذي يؤكّد أنه تجاوز مرحلة النجومية إلى وصفه بالقدوة الحسنة للرياضيين عموماً، وللاعبي كرة القدم خصوصاً المحترفين منهم.
إن الشلهوب يمثِّل أنموذجاً حيّاً للقدوة الحسنة بسلوكه داخل وخارج الملعب، وبفكره، وأدبياته، والتزامه، وانضباطيته ليصبح أحد نماذج وركائز المجتمع الرياضي التي تؤثّر في النشء الرياضي للارتقاء نحو الأفضل، فهو الآن مثار الإعجاب والتقليد. ولا يختلف اثنان على حبه، واحترامه.
يقول المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني ذات تصريح: «اثنان من الجهاز الطبي في الهلال أسلما ولله الحمد، والسبب الرئيس لإسلامهما هو اللاعب محمد الشلهوب»، وأي شيء أنفس من حُمر النعم، وأي أجر أعظم من هداية رجل للإسلام، وكيف تحقق هذا له لو لم يكن ذا سيرةٍ محمودة، وروحاً مبادرة في فعل الخير.
لا أذكر أن محمد كذب على ناديه، أو ماطل، أو راوغ عند تجديد عقده، بل كان التجديد معه من الأعمال المحببة التي تنجزها الإدارات الهلالية المتعاقبة دون ضجيج، أو بهرجة، ولا أذكر له تصريحاً مسيئاً، أو تهرباً عن تدريب أو مباراة بحججٍ واهية كاذبة.
يجلس على دكة البدلاء وكأنه ذلك اللاعب المبتدئ الذي يتحين الفرصة لإثبات وجوده، وحينما تأتي الفرصة لمشاركته في أي وقت من زمن المباراة يركض وكأن لديه قلبين، أو رئة ثالثة من فرط الإخلاص .
ما زلت أذكر آخر مواقفه التي تعكس أدبياته، عندما رفض الصعود في الموسم الفائت أولاً، ورفع كأس ولي العهد، معلّلاً ذلك الفعل بأن زملاءه الذين لعبوا، وعرقوا في المباراة الختامية كانوا أحق منه بهذه الأولوية.
السلوك أبلغ برهان على الأقوال، والنجم محمد الشلهوب لا تتعارض أقواله مع أفعاله، وهو خير من يمثّل هذا على أرض الواقع.
وأجدها مناسبة سانحة لكي أوجز في تقديم 7 وصايا أرجو من اللاعبين الشباب أن يحفظوها، ثم يعملوا بها في مشوارهم الرياضي كي يصلوا إلى مستوى «القدوة» محمد الشلهوب، وهي:
> كن بارًا بوالديك: في حياتهما، أو بعد مماتهما، وصور البر عديدة لا مجال لحصرها.
> احترم نفسك: وهذا يتجلّى من خلال احترامك لمدربك، لإدارة الفريق، زملائك، وجمهور ناديك، وكل العاملين فيه، ومن تتعامل معهم في المجتمع الرياضي.
> كن ملتزماً: بانضباطيتك داخل وخارج الملعب، في التدريبات، وفي وعودك وعهودك مع الجميع.
> ابتعد عن السهر وكل ما يذهب عقلك: السهر آفة مدمرة لكل رياضي، وكل ما يفقدك عقلك ويذهب به إلى عالم الملذات المحرّمة احذره، ولا تتعاط مع من يروّج له عندك، وابتعد عن رفقة السوء المدمنين عليها، أو من يغرونك بها.
> كن مبادرًا: هنالك أعمالك ذات أهداف تطوعية أو خيرية ، إنسانية، تترجم المسؤولية الاجتماعية بادر إليها دون تردد.
> اختر وكيل أعمالك بعناية: احرص على اختيار من يخاف الله، ثم من يوعيك بأمانة على واجباتك وحقوقك.
> كن على طبيعتك مع الإعلام: لا تتكلّف بحثاً عن الـ«شو» والبهرجة، أو أن تكون حديث الـ«سوشال ميديا»، ولا تلبس ثوباً ليس ثوبك وأنت تتحدث إلى وسائل الإعلام، بل اظهر على طبيعتك ببساطة لأن من يتصنّع ويتفذلك يسقط في شر أعماله، وتذكر «لسانك حصانك».
واختم بمقولة للصحافي المخضرم الأستاذ سعود العتيبي: «إذا أردت أن ترى الهلال في صورة بشر، فانظر إلى الشلهوب».
نصيحة لرياضييّ وطني: اقتدوا بالشلهوب.. لتزين أموركم وخاتمة مشواركم الرياضي.