جاءت جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في عدد من دول شرق آسيا، دعما لتوجهات المملكة المستقبلية، وخططها الإستراتيجية ذات الأبعاد التنموية الاقتصادية التي تجسدهارؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمانفي العام 2016، وتضمنت عدة مبادرات نوعية طموحة تعزز من مكانة وقوة الاقتصاد السعودي بعيداً عن إطاره التقليدي المعتمد على المواردالنفطية.
وعكس الاستقبال الرسمي والشعبي الضخم والترحاب البالغ لزيارة الملك سلمان -حفظه الله- في هذه الدول مكانة وعظم حجم المملكة ودورها المحوري إسلامياً وعالمياً، إذ لم تكن زيارة الملك سلمان لهذه الدول ذات منطلقات سياسية فحسب، بل انطوت على جوانب اقتصادية وتنموية وأممية إسلامية أيضاً فيما شكلت زيارة الملك إلى دول ذات ثقل استراتيجي اقتصادي وسياسي كالصين واليابان وماليزيا وإندونيسيا وبروناي منعطفاً مهما ونقلة نوعية جديدة في مسيرة العلاقات التي تجمع المملكة بهذه الدول، ما يمثل امتدادا لمراحل علاقات تبادل تجاري أعلى وأكثر نمواً، إذا ما أخذنا في الاعتبار تعطش هذه الدول لمنتجات الطاقة وعلى رأسها النفط الخام الذي ما زال يحتل أولوية الصادرات السعودية خلال المرحلة الحالية والمراحل اللاحقة، هذا وفي المقابل تحتل السوق السعودية مكانة بارزة وذات أولوية لاقتصاديات تلك الدول الصناعية الضخمة وما تنتجه من صناعات تقنية وإلكترونية وأخرى ثقيلة.
وجاء حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على هذا الحضور الفاعل والجمع المبارك من فعاليات وأوساط المال والأعمال في المملكة خلال الزيارة ليبرهن على المكانة والقيمة التي يراها - حفظه الله - بحكمته وخبرته الطويلة في مؤسسات القطاع الخاص، التي تبنى عليها الآمال والتطلعات لبناء شراكات اقتصادية فاعلة مع نظرائها في الدول الأخرى، بما يعمق من مسيرة الاقتصاد السعودي وتطوير قدراته وإمكاناته، بما يعود نفعه على الناتج المحلي الإجمالي، ويزيد من فرص النمو. ولقد كانت الزيارة فرصة حقيقية ورائعة للتنقيب عن الفرص وإبراز البيئة الاستثمارية الجاذبة في المملكة، وهذا ما لمسناه بالفعل من قبل المستثمرين ورجال الأعمال في تلك الدول، والذين أبدوا حماساً كبيراً، ورغبة جادة في التوجه إلى الاستثمار في المملكة، التي اعتبروها أحد أعظم الأسواق المحفزة والواعدة. مقدرين ذات الوقت حالة الاستقرار والازدهار والرخاء الذي تعيشه بلادنا وما تتمتع به من إمكانات وبنى تحتية ونهضة تنموية على مختلف الأصعدة.
وفي إطار العمل العربي المشترك وتعزيز أواصر اللحمة والترابط بين الأشقاء، جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة كمنعطف مهم في مسيرة العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، إذ لمسنا حفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي والزخم الذي رافق زيارة المليك حفظه الله إلى العاصمة الأردنية وما انطوى على هذه الزيارة من توقيع لاتفاقيات التعاون بين البلدين في شتى المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي، كما سبقت هذه الزيارة انعقاد القمة العربية في المملكة الأردنية والتي كان لمشاركة المملكة العربية السعودية فيها الأثر والدور الكبير في نجاحها وفق المقررات والنتائج التي تمخضت عنها، فقد كان لكلمة الملك سلمان في القمة صدى واسع جدا بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية، حيث أكد -حفظه الله- على مركزية القضية الفلسطينية ومحوريتها كأولوية لدى العرب والمسلمين، مشددا على الأخذ بأسباب وحدة الصف والكلمة بين أبناء الأمة، ما يجعلنا كسعوديين نشعر بالفخر والاعتزاز إزاء النهج الثابت لقيادتنا الرشيدة في خدمة القضايا العربية والإسلامية العادلة.
فحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد، وأدام على بلادنا نعمة الأمن والأمان.
- نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات عجلان وإخوانه، نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني، السعودية.