«الجزيرة» - علي بلال:
أكَّد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش أن الجامعة سعت بجهود متواصلة وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة إلى نشر العلوم الأمنية المتخصصة وبسط الوعي والثقافة الأمنية، ونجحت بما تهيأ لها من دعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - خلال فترة وجيزة في إثراء المكتبة الأمنية العربية المتخصصة بالإصدارات العلمية، حيث أصبحت أحد أكبر دور النشر العربية المتخصصة في مجال العلوم الأمنية.
واستدرك الدكتور بن رقوش في كلمته التي ألقاها خلال حفل تدشين (22) إصداراً علمياً من إصدارات الجامعة للعام 2016م - 2017م شملت مختلف مجالات الأمن بمفهومه الشامل، استدرك كلمات مضيئة لمؤسس الجامعة وغارس شجرتها المباركة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - في الحفل السنوي للجامعة بتاريخ 30 / 6 / 1430هـ، حيث قال «يعلم إخواننا العلماء والباحثون أن المكتبة الأمنية كانت خالية قبل سنوات من الأبحاث الأمنية، ولكن - ولله الحمد - فإن هذه الجامعة قد أثرت المكتبة الأمنية العربية بأبحاث علمية متعددة، إلى جانب درجات الدكتوراه التي حصل عليها عدد من خريجي هذه الجامعة في التخصصات المختلفة».
وقال الدكتور بن رقوش إن هذه الشهادة من الراحل العظيم كانت نبراساً وسراجاً تهتدي به الجامعة، ودافعاً لبذل المزيد من الجهود في هذا المجال، مؤكداً تنوع دراسات الجامعة وإصداراتها العلمية لتشمل المجالات الأمنية كمكافحة الجريمة ونظم العدالة الجنائية والمؤسسات العقابية والنظريات الحديثة في مجال الجريمة والوقاية منها والظواهر الإجرامية المستحدثة، إضافة إلى المشكلات الاجتماعية، كجرائم العنف الأسري، والمخدرات والاحتيال والسلامة المرورية التي تعاني منها المجتمعات العربية وغيرها.
وكشف الدكتور بن رقوش عن أن إصدارات الجامعة بلغت حتى الآن 626 إصداراً تناولت مختلف تخصصات العلوم الأمنية والعدلية والاجتماعية وفق منهج علمي محكم، وتتميز إصدارات الجامعة العلمية بتنوعها وشمولها لميادين متعددة تتسع لاحتياجات الأمن بمفهومه الشامل، وعالجت الكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والشرعية والقانونية والأمنية والثقافية، وتنوعت في طرق إعدادها وتناولها، فهناك إصدارات للدراسات المكتبية والبحوث المسحية والميدانية وأبحاث الندوات، واللقاءات العلمية التي تنظمها الجامعة، وأضحت هذه الإصدارات مراجع أساسية في المكتبة الأمنية العربية، كما أن الجامعة إسهاماً منها في نشر الكتاب الأمني وتوسيع دائرة انتشاره، فإنها تشارك بإصداراتها في الكثير من معارض الكتاب محلياً وعربياً ودولياً.
وأضاف أن الجامعة وبتوجيه كريم من سمو رئيس المجلس الأعلى للجامعة تقوم بترجمة إصداراتها العلمية إلى اللغات العالمية، لاسيما في مجالات مكافحة الجرائم المستحدثة ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان وغيرها، وتقوم بإهداء هذه الإصدارات بشكل منتظم إلى مراكز البحوث ومكتبات الجامعات والمؤسسات الثقافية والأمنية والعسكرية ذات العلاقة حول العالم، وقد اعتمدت بعض الجامعات العالمية بعضاً من هذه الإصدارات العلمية ضمن مناهجها الدراسية، وهي خطوة تؤكد المكانة العلمية المتميزة التي وصلت إليها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ويعد ذلك تقديراً أكاديمياً لهذا الصرح العربي الذي أصبح يتبوأ مكانة رائدة وفريدة على المستوى الأقليمي والدولي، كما اتجهت الجامعة إلى تحويل كل إصداراتها العلمية وكذلك رسائل الماجستير والدكتوراه وأبحاث الندوات العلمية والمؤتمرات والدورات التدريبية إلى إصدارات رقمية إلكترونية سعياً نحو بناء مكتبة أمنية رقمية تخدم الأجهزة الأمنية العربية والباحثين والمهتمين، باعتبار المكتبة الإلكترونية مكوناً أساسياً ورئيساً من مكونات التعليم الحديث، وأتاحت الجامعة للباحثين إمكانية الحصول على هذه الإصدارات الرقمية من خلال بوابتها الإلكترونية على الإنترنت، بجانب توزيعها في شكل أقراص رقمية.
من جانبه أكد عميد مركز الدراسات والبحوث بالجامعة الدكتور تحسين بن أحمد الطراونة في كلمته على الدعم والجهود التي يبذلها رئيس الجامعة لإثراء المكتبة العربية بالمؤلفات الحديثة في مختلف المجالات وتأصيل العلوم الأمنية، مشيداً بجهود المؤلفين والباحثين البالغ عددهم (17) باحثاً و(4) باحثات من (8) دول عربية.
وأكد الدكتور عبد الله بن محمد الفوزان عضو مجلس الشورى في كلمة محكمي الإصدارات أن المهام الرئيسة للجامعات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، مبيناً أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية قد أولت البحث العلمي جل اهتمامها وعنايتها حتى أضحت رائدة في مجالها ومصدر إثراء للمكتبات العربية والباحثين العرب، منوهاً بحرص الجامعة على نشر المؤلفات ذات الجودة المتميزة مما جعل من إصداراتها مرجعاً لصناع القرار في العالم العربي.
وأكد الدكتور ميلود عامر حاج في كلمة الباحثين المكرمين على تشجيع الجامعة للباحثين العرب داعياً لهم لاستثمار الفرص البحثية التي تتيحها الجامعة، كما دعا المؤسسات الحكومية والأهلية في الدول العربية للاستفادة من التوصيات والمخرجات العلمية للبحوث العلمية الصادرة عن الجامعة.
ورفع الدكتور ميلود عامر أسمى آيات الشكر والعرفان باسم الباحثين العرب لمقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة على ما يقدمه سموه الكريم من دعم لا محدود للبحث العلمي العربي ولما يوليه سموه من عناية فائقة للباحثين العرب تشجيعاً لهم على بذل المزيد من الجهود لمعالجة القضايا والظواهر التي تمس أمن المجتمعات العربية.
بعد ذلك شاهد الحضور فلماً عن إصدارات الجامعة تضمن نبذة مختصرة عن المؤلفات التي تم تدشينها، ثم تم تكريم الباحثين ولجنة المحكمين.