رمضان جريدي العنزي
النظام الإيراني عامل خطر، ومصدر قلق، وبؤر توتر، ومساحات رماد، ودهاليز معتمة، لا هو يقطر بالود والورد والوجد، ولا هو بستان تفاح، ولا حديقة غناء، ولا دالية عنب، ولا حقل حنطة، ولا عذوبة ماء، ولا بشرى غيمة، ولا لون أو طعم كرز، ولا جديلة طافحة برائحة الحناء، هو مثل وجه عابس نافر بالثالول المتورم، امتلأت رئتيه بالقطران الأسود، والدخان الرمادي، ورائحة العوادم، تعفر وتهور وتمادى وبث سمومه في كل مكان حتى صار كهف عتيق لإيواء الخفافيش وبحيرة آسنة للتماسيح، وغابة للضباع والثعالب والأفاعي والعقارب والسحالي، نظام له طقوسه ومراسمه ولغته وخداعه وطلاسمه وطوطمه، موتور له أذيال وآذان وقرون شيطانية، ويصاحب عتاة الأباليس والطغاة، تآمره مقيت، وأوكاره خبيثة، ومخالبه سود، وبرامجه مميتة، ومخططاته مدمرة، تآخى مع الثعالب ولصوص الليل، حتى دخل داره كل الخبثاء والجاحدين والعملاء من كل فج عميق، فتوحدوا وتعاضدوا معه، وارتبطوا جميعا في الخفاء بعلاقات سرية مع كل الأفاعي القرعاء، والتماسيح الصماء، والضفادع الغبية، التصقوا ببعضهم جيداً، وصبوا على الحياة والدول والناس جام غضبهم وبغضهم وحسدهم ونتانته أفعالهم، ومارسوا أبشع صنوف الأعمال الرديئة، وحاولوا البعثرة والتشتيت وتأطير سبل الحروب والخراب، في الوقت الذي تنعم فيه ضباع هذا النظام البغيض وثعالبه وتماسيحه الصديقة بالهدوء والاستقرار وراحة البال، ولا يتسامح مع من يفكر بإزعاج هؤلاء الضباع الغادرة، والثعالب الماكرة، والتماسيح المخادعة، لا ريب أن ما يقوم به هذا النظام المشبوه يصب في صالح النكرات والعبثيين وخفافيش الليل والرعاع وأصحاب الجهل والتطرف والفكر الطحلبي وأرباب السوابق، ويضمن سعادتهم الدائمة، وتأجيجاً سافراً للفتن الطائفية، وتحولاً إستراتيجياً في تمزيق الإنسان وبعثرته وتشتيته وفتح عليه أبواب الجحيم، ورميه بأضغاث الكوابيس الثقيلة، والأحلام المزعجة، لقد حملت لنا الوقائع المشهودة المتوالية والهائلة من الحقائق الملموسة والأسرار المحبوسة، التي لا يمكننا تجاهلها أو إهمالها، خصوصا بعدما ظهرت مؤشراته هذا النظام في نجاحه الباهر في مخططات الكذب والزيف والتزوير والتضليل، وبانت ملامحه في سيول الدماء الراعفة بين أخاديد الجبهات القتالية، المتفجرة فوق الأرض العربية خاصة من باب العزيزية إلى باب الزبير، ومن باب زويلة إلى باب المندب، وإلى باب دمشق، وكل المدن الهادئة،لقد تعاظم صوت هذا النظام المزعج حتى أنعش الضغائن القديمة، وأيقظ الفتن النائمة، فبعثتها من جديد، نظام إيران الرمادي هذا نذير شؤم، وصفارة تحذيرية مخيفة تدوي في سمائنا العربية والإسلامية، توحي لنا بوقوع المزيد من المصائب والويلات والنكبات وليال الظلام الطويل إذا ما ترك كما هو عليه، أن مخاطر الفيروسات والميكروبات والجراثيم لن يصل إلى عشر معشار مخاطر فيروس هذا النظام المجنون، فقد زاد جنون هذا المعتوه، توارث هذ النظام فيروسات وميكروبات وجراثيم الجنون كلها، فظهرت عليه أعراضه بأبشع صوره التعبوية والتآمرية والإعلامية، وكان من الطبيعي أن يواصل تمرده على كل الأنظمة العربية والإسلامية والعالمية، من خلال برامجه السمية، التي جندها في تأجيج الخلافات والفتن والنعرات وإحياء المدفون، فتخصص بإثارة المشاكل وافتعال الأزمات، حتى أصبحت عنده مثل الأكسجين التي لا يمكن أن يحيا ويستمر بدونها، لم يعد شغل هذا النظام البائس شيء سوى اختلاق المشاكل وافتعال الفتن ورسم الأزمات، وهذا هو ديدنه وشغله الشاغل، لقد مات شرف هذا النظام، وتشوهت سمعته، وتذبذبت مواقفه، باعتباره الحاضن الأكبر والأمثل لأوكار الشر والتضليل والعملاء والجواسيس والمتمردين والأذناب والخونة، هذا النظام الشؤم أصبح بفعل أفعاله التخريبية وتدخلاته المريرة مرشحاً للسقوط والانزلاق نحو الهاوية أكثر من أي وقتٍ مضى، ومن المرجح أنه سيهوى من شاهق عظيم متأثراَ بتعجيل الجاذبية الأرضية الحتمية التي ستحصل له عاجلاَ غير آجل.