عثمان أبوبكر مالي
في مقال سابق، نُشر قبل قرابة شهر ونصف الشهر، وتحديدًا في 8 مارس الماضي، كتبتُ ما نصه: (اقترب فريق الهلال من بطولة الدوري بنسبة 99.99 في المائة، بعد ابتعاده عن النصر أقرب منافسيه بثماني نقاط، وهناك مباراة ستجمعه به، وبإمكانه زيادة الفارق، وعلى الأقل الحفاظ عليه. الدوري للزعيم حسابيًّا وعمليًّا وفنيًّا، ومن الجنون أن يفرط فيه ونحن في الأمتار الأخيرة، وبهذا الفريق الدسم).
كان ذلك بعد انتهاء مباريات الأسبوع (العشرين) من الدوري. اليوم، وقبل نهاية الدوري بأربعة أسابيع، لم يعد الحديث عن المنافسة أو الفوز باللقب، وإنما عن (التتويج)، وأين سيتم ومتى؟ وأمام أي من الفرق الكبيرة الثلاث التي سيلاقيها في الرياض، من بين آخر مبارياته الأربعة؛ إذ سيواجه الأهلي والشباب والنصر على التوالي، وإن كانت مباراة الشباب ليست على أرضه.
صحيح أن (المصادقة) على فوز الزعيم بالدوري لم تتم (رسميًّا)؛ فما زال بحاجة إلى ثلاث نقاط من أربع مباريات، ولا يزال العاقل الفاهم بالكرة يقول إنه من الجنون أن يفرط فيه لاعبوه، طالما أن عقولهم في رؤوسهم؛ فالفريق الذي لم يخسر سوى مباراتين من (22) مباراة، وتعادل في مباراتين فقط، وفاز في باقي مبارياته الثماني عشرة جامعًا (56) نقطة بالتمام والكمال.. من الصعب جدًّا أن يخسر آخر مبارياته في هذا التوقيت، والعكس أقرب جدًّا؛ فهو قادر على أن يحافظ على سجل نتائجه بالصورة الإيجابية القوية التي سار عليها؛ فيرفع عدد مرات الفوز، ويقفل على عدد مرات الخسارة والتعادل.
بعيدًا عن كل ما يُقال فإن الهلال ستكون له الأحقية بأن يكون (فريق الموسم) من حيث الأداء والمستوى والنتائج، وهو الوحيد الذي بإمكانه أن يجمع بين بطولتين هذا الموسم، بإضافة بطولة كأس الملك (المرشح لها بقوة) بعد أن (يختم) على بطولة الدوري بجدارة. ألف مبروووك للزعيم.. وحظًّا أوفر للمنافسين.
كلام مشفر
* عندما أقول إن الهلال (سهم قيادي) في الكرة السعودية فإن ذلك حقيقة، يؤكدها على الأرض واقعه المعاش ووضعيته بين منافسيه، ويكفي دليلاً على هذا (الاستقرار) الذي يرفل فيه من جميع النواحي؛ ما يحقق له (ثباتًا) على جميع الأصعدة، لا يتوافر عند كل المنافسين.
* مدرب الهلال رامون دياز (الأرجنتيني) يعيد ذكرى (مواطنه) جابرييل كالديرون (المدرب الحديدي) الذي قاد الفريق في موسم (2010/ 2011)، ونجح في تحقيق بطولة الدوري من غير خسارة، وكان قريبًا جدًّا من أن يحقق (ثلاثية الموسم) ذلك العام، غير أنه اكتفى بتحقيق ثنائية (الدوري وكأس سمو ولي العهد)، فهل يسير دياز على خطاه؟
* منذ عشر سنوات والهلال (يدار) بفكر إداري (واحد)، لم يتغير كثيرًا؛ فمنذ عام 2008م والأمير نواف بن سعد (صاحب قرار) ورجل إدارة في النادي، بتوليه منصب نائب الرئيس في فترة الأمير (عبدالرحمن بن مساعد) الذهبية، ثم في مايو 2015م نصبه الهلاليون رئيسًا للنادي، ولا يزال، وبذلك تستمر الحياة، ويستمر الهلال.
* اسمان فقط توليا منصب رئيس النادي في الهلال خلال آخر عشر سنوات تقريبًا (2008 ـ 2017)م، وفي الفترة نفسها تولى المنصب في نادي الاتحاد عشرة رؤساء (بالتمام والكمال)، هم بالترتيب: جمال أبو عمارة (مكلف)، د.خالد المرزوقي (منتخب)، م. إبراهيم علوان (مكلف)، اللواء محمد بن داخل (منتخب)، م. أيمن نصيف (مكلف)، م. محمد الفايز (منتخب)، المحامي عادل جمجوم (مكلف)، إبراهيم البلوي (منتخب)، (المرحوم) أحمد عمر مسعود (مكلف)، وأخيرًا المهندس حاتم باعشن (مكلف).
«وواضح بين كل رئيس منتخب ورئيس منتخب رئيس مكلف، وكل رئيس يتولى المنصب عامًا واحدًا، سواء كان مكلفًا أو منتخبًا، باستثناء إبراهيم البلوي الذي أكمل فترته (عامين ونصف العام). والعجيب الغريب أن هناك من لا يريد لهذا النادي (استقرارًا) ولو لعامين مع الإدارة الحالية، سواء على الصعيد الرسمي أو الاتحادي. وإذا عرفت مبررات (المصلحة) وراء رفض (المنتفعين) من الاتحاديين فما هو مبرر الجهات الرسمية؟!
* أكثر من ينادون بالانتخابات الإلكترونية لنادي الاتحاد، أو يعولون عليها بدعوى أنها الأفضل للنادي، وأنها ستدر دخلاً له، إما أنهم يضحكون على أنفسهم أو لا يعرفون الواقع. والواقع هو أنه لا توجد ويصعب أن يتم في وقت قريب إجراء انتخابات إلكترونية. ربما أنهم يمهدون لتجديد (كذبة) كل انتخابات تُجرى في النادي العريق عن بعض المرشحين وحقيقة ترشحهم وقبوله من عدمه، وتكون النهاية (رشحونا وما ترشحنا!!).