د.عبدالعزيز الجار الله
أعلن سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم الجمعة الماضية مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية. وهذه المدينة تساهم في دعم الترفيه والثقافة والرياضة وهي مورد جديد لتنويع مصادر الدخل وانسجام مع توجهات رؤية المملكة 2030 في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل للأجيال القادمة، لكن يبقى أن نتنبه إلى نص وحيثيات قرارات المشروع الذي ينطلق من مجالات عمل (3) محاور هي (الثقافة، الرياضة، الترفيه) وإن كانت أدوار الثقافة والترفيه من الأدوار الواضحة جداً، يبقى المحور الغامض الرياضة، الذي لا بد من الآن تحديد هويته ومضمونه ومجالاته ومهامه وآليات العمل.
أما لماذا فلأن توصيف وتحديد مشروعات الرياضة دون غيرها سيجنب هذه المدينة في أن تقع بمشكلات ومعضلات لا تنتهي إذ ارتبطت بالرياضة التنافسية للمجتمع السعودي تجربة طويلة ومريرة وغير موفقة مع الرياضة، وحتى ينجح مشروع المدينة القدية لا بد أن تبتعد عن التالي:
أولاً: الهيئة العامة للرياضة، ألا يكون لها أي دور لأن الهيئة غارقة في مشكلاتها الإدارية والفنية ومثقلة بالمهام التي تقيد حركة تطوير الأعمال الجديدة.
ثانياً: الأندية الرياضية لها تجربة فاشلة في تطوير الأندية الاجتماعية، وأصبحت مصدراً من مصادر التعصب الرياضي والتأزم الاجتماعي، وإغراق الآخرين بالديون والخسائر المالية.
ثالثاً: الاتحادات الرياضية، وهي صورة أخرى من مشكلات هيئة الرياضة والأندية وامتداد للإخفاقات الرياضية الطويلة.
ما يتمناه المجتمع السعودي من المواطنين والمقيمين ألا يكون أي دور أو مشاركة من هيئة الرياضة والأندية والاتحادات الرياضية السعودية، نريد مشروعاً مستقلاً بذاته من حيث التخطيط والتنفيذ والإشراف والتشغيل له استقلاليته، ويقوم بالشأن الرياضي على فكر وفلسفة الرياضة الصحية والاجتماعية، وبيع خدماته ومرافقه كاستثمارات على هيئة الرياضة والأندية والاتحادات والقطاع الخاص كاستثمار وليس كشريك.
ما يرغبه مجتمعنا أن يرى تجربة ومشاريع جديدة غير الرياضة التنافسية في الأندية لتجنيب المجتمع الخوض مرة أخرى بالتعصب الرياضي والمشروعات الخاسرة مالياً كحال الأندية الرياضية الغارقة بالديون والخسائر المالية.
لا نريد في هذه المرحلة أن نتورط ونرتبط بمشروعات خاسرة تجهد خزينة الدولة أو تعرض القطاع الخاص لخسائر غير مبررة عبر ربط مدينة القدية بمشروعات أندية رياضية تأن تحت وطأة الديون كما هي الأندية الرياضية أو الفاتورة السنوية العالية لهيئة الرياضة السعودية، ولضمان نجاح مدينة القدية لا بد أن تتساوى المحاور الثلاثة: الثقافة والرياضة، والترفيه. ولا تستحوذ الرياضة على نصيب الأسد في هذه المدينة.