الثقافية - محمد المرزوقي:
صدر لمعالي الدكتور بكري بن معتوق عساس مدير جامعة أم القرى كتاب بعنوان «معاد» الذي يتضح للقارئ من عنوانه، ومن مقدمة الكتاب، أن المقصود بـ(معاد) هو مكة، من قوله تعالى {... لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ...}. وقد عرض الكتاب عددًا من المقالات التي بلغت (25 مقالة)، لم يخرج الحديث فيها عن مكة المكرمة، التي وصفها عساس بقوله: إنني أرى أن كتاب (معاد) هو كتاب شامل لكل جوانب مكة بوصفها مدينة المسلمين، وبها قِبلتهم، مدينة النبي - عليه الصلاة والسلام - وفيها وُلد، يحيط بجوانبها التطورية، من حيث الجغرافيا والمجتمع والتربية والاقتصاد والصحافة، إحاطة شاملة؛ إذ يعتبر الكتاب مناسبًا لطلاب المرحلة الثانوية، وربما طلاب الأعوام الأولى في الجامعة؛ إذ يهتم كل مقال من الفصول بجانب محدد، ويمهد لما بعده، ويتعلق به ما يأتي وراءه.. إما من حيث الأسلوب واللغة، فيتميز الكتاب بلغة رصينة وأسلوب سهل ميسر، تملؤه اللغة الأدبية والتعبيرات التصويرية، والإحساس بجمال المدينة.. إذ تتناغم مقالات الكتاب في لوحة (مقالية)، تكتمل معها صورة مكة المكرمة من مختلف الجوانب عبر ما حفل به الكتاب من مقالات.
أما عن الدافعية التي وقفت خلف هذا الإصدار فقال عساس: إن ما دفعني لاستعراض هذا الكتاب هو ارتباطه بمكة المدينة والحضارة والمحتد، والروح التي وجدتها فيه في وصفه طبيعتها وأهلها وجغرافيتها واقتصادها وصحافتها وتعليمها، وتحديها عوامل شيخوخة الزمان، مع تجدد شبابها. وقد ركزت في عرضي لهذا الكتاب على الاهتمام بعرض المادة بترتيب الكتاب ذاته، مقالاً مقالاً، شارحًا أهم ما يحويه كل عنوان في إيجاز لا يخل بالمضمون. وأشار عساس إلى بعض المقترحات التي يرى أن تصحب نمو هذا الكتاب خارج دفتيه بمقترحات، منها استكمال بعض الزوايا حول أم القرى، وأن يكون الكتاب بذرة لفكرة موسوعية عن معاد.
وقد جاءت أولى مقالات الكتاب بعنوان «إنها مكة وكفى»، لتصطرع آيات البلاغة الأدبية في وصف مكة النبوة، والكعبة التي هي أول بيت وُضع للناس، مكة الأمن، مكة المشاعر.. بينما تأتي الثانية عن «مكة والسماء»، وفيها يوضح الكاتب الصلة بين مكة والسماء، منذ أن هبط أبو البشر آدم عليه السلام حتى إسراء النبي - صلى الله عليه وسلم - منتقلاً إلى ثالث مقالات الإصدار التي وسمها بعنوان «أم القرى والقرآن الكريم»، والتي يتتبع فيها الكاتب مواطن ذكر مكة في كتاب الله - عز وجل - من سورة الأنعام، والشورى، والنمل، والمائدة، والعلق، وغيرها كثير، سواء بالحديث المباشر عنها، أو بكونها مقامًا لكلماته، وللوحي على النبي - عليه الصلاة والسلام -.. ومنها إلى المقالة الرابعة عن «مكة.. أجمل مدن العالم»، التي يعرض فيها المؤلف الجوانب العقلية والحضارية للمدينة، إلى جانب جوانبها الدينية.