حاورها - محمد المرزوقي:
أكدت مديرة «مهرجان أرض الحضارات» بلقيس أبو علي، أن المهرجان ينطلق من رؤية (المسؤولية الاجتماعية) التي يتم من خلالها تقديم المهرجان، والتبرع بجل ريعه للجمعيات الخيرية في الأحساء، مؤكدة أن المهرجان يهدف إلى تحقيق سياحة اجتماعية وثقافية ومعرفية متكاملة، تستطيع أن تواكب رؤية المملكة 2030 التي تعد الثقافة والمعرفة وتوطين السياحة الثقافية أحد أبرز مكوناتها، مؤكدة على أهمية الشراكات «الفاعلة» عمليا بين مختلف القطاعات الرسمية والأهلية والخاصة في تكاملية من شأنها الاستثمار في الإنسان والنهوض بسياحة المكلان في ظل التنوع الذي تحفل به المملكة عامة، وفي أرض الحضارات الأحساء بصفة خاصة فيما ينتظره سكانها وزوارها من مهرجانات ثقافية وترفيهية وسياحية، استطاعت أن تستقطب خلال المهرجانات السابقة سائحين من دول الخليج العربية.. حيث ألقت «الثقافية» الضوء على العديد من جوانب المهرجان عبر هذا الحوار.
* من «المسؤولية الاجتماعية» انطلق المهرجان، فما الرؤية التي تسعى أهداف المهرجان إلى تحقيقها؟
حرصنا على الشمولية الثقافية والمعرفية، التي تتخذ من التنوع والتطوير في البرامج، وتقديم برامج متخصصة لكل شريحة مستهدفة، مع الاهتمام بتقديم برامج «تزامنية» مع مختلف الأيام العالمية الثقافية أو الصحية أو البيئية، لتقديم رسالة توعوية ومناشط يتفاعل معها الجمهور من خلال التخصص، وهوية المهرجان التي تترجم إلى فعاليات هادفة، نسعى من خلالها إلى استقطاب كافة شرائح المجتمع، ببرامج خاصة للشريحة المستهدفة، ومتخصصة فيما نقدمه من محتوى ثقافي أو معرفي أو ترفيهي.
* المهرجانات الثقافية عندما تجمع الترفيهي والمعرفي والسياحي، تحتاج إلى شراكات تسهم معها في إدارة دفة النجاح، فماذا عن شركائكم من الجهات الأخرى ذات العلاقة؟
حرصنا على وجود شركاء من أول انطلاقة المهرجان، وقد حرصنا على أن يكون لنا شراكات دائمة نتكامل من خلالها في أداء دورنا الذي ينطلق من رؤية مسؤوليتنا الثقافية والمعرفية والترفيهية تجاه المجتمع، إلا أننا لم نتمكن حتى الآن من إقامة شراكة مع جامعة الملك فيصل في الأحساء، إذ انطلق المهرجان قبل أن يتم تنسيق الشراكة معها، فيما جاءت شراكتنا مع نادي الأحساء الأدبي الثقافي دون المأمول، إذ اكتفى فقط بإرسال إصداراته التي نقوم بتسويقها له من خلال المهرجان، أما شراكتنا مع فرع جمعية الثقافة والفنون فلم تتم لما يطلبه الفرع من مبالغ باهظة ومبالغ فيها بالنسبة لنا، نظير مشاركته ببعض العروض المسرحية، إلا أن (منتدى الأدب الشعبي) التابع لجمعية الثقافة والفنون كان أبرز الداعمين للمهرجان دون أي مقابل مادي.
* ربما كانت رسوم دخول الزوار وإن كانت «رمزية» من جعلت من البعض ينظر إلى ما تقدمونه بأنه يأخذ شكل الربحية دون الاهتمام بجانب المسؤولية الاجتماعية التي تسعون إلى تحقيقها من خلال إقامة المهرجان؟
بكل أسف، هناك من يرى أن (15) ريالا بأنها غاية ربحية، على الرغم أن المهرجان من أقل المهرجانات على مستوى المملكة فيما يتعلق بتذكرة الدخول، التي نحاول أن تقدم شيئا (لوجستيا) التي لا يمكن أن تخل في حسابات المهرجان، نظرا لما يستقطبه من أسماء، وما يتطلبه مقر المهرجان من تجهيزات، وشاشات عرض، إضافة إلى ما نقدمه يوميا من جوائز، ومن (سحوبات) على جوائز قيمة منها أجهزة اتصال، وأخرى من الذهب، إضافة إلى ما نستقطبه في المهرجان من الشباب السعودي من الجنسين للعمل بمقابل، ما يجعلنا أمام عمل «مكلّف» في مختلف مستوياته، بدء بالإعداد والتنظيم وإقامة الفعاليات ونوعيتها، وصولا إلى ما تتطلبه من وسائل عرض، وانتهاء بما يتم توفيره وتقديمه من خدمات للزوار خلال فترة المهرجان.
* ما أبرز مؤشرات نجاح «مهرجان أرض الحضارات» التي أخذت تتضح لكم ملامحها؟
لعل من أبرز الملامح ما نشهده من إقبال متزايد من زوار المهرجان، من فعالية إلى أخرى، إذ بدأ التفاعل مع المهرجان بمئتي زائر، ليصل عدد الحضور لفعاليات مهرجان الربيع الذي اختتمت فعالياته الأسبوع المنصرم بأكثر من (1000) زائر يوميا، إذ أن هذا العدد جاء إلى المهرجان في ظل قيام (8) مهرجانات ربيعية أخرى أقيمت في منطقة الأحساء، ما يؤكد نجاح المهرجان في ظل ما لمسناه من أصداء من الجمهور الذي حضر مختلف المهرجانات المقامة، الأمر الذي يعزز مسيرة نجاح المهرجان من فعالية إلى أخرى.
* الاستمرارية تعني «استدامة» مهرجان أرض الحضارات، فما الذي تعدونه لفعاليات المهرجان المقبلة؟
منطلقنا البحث المتواصل عن التميز، من خلال زيادة الاهتمام بجودة الأنشطة، ونوعية البرامج، وتنوع المحتوى، والاهتمام بأن نقدم هوية أرض الحضارات بطريقة مشوقة ومتناغمة الأساليب، بطرق يتم التحضير لها بدء بالفكرة وانتهاء بالشخصيات المكرمة التي تأتي في شكل (مبادرات) تهدف إلى استقطابا الشخصيات، والاحتفاء بأصحاب التجارب الناجحة، ومن ثم تكريم البارزين في مجالاتهم، التي يأتي من ضمنها فعالية «إنجاز سعودي» للأصحاب البصمات الإنجازات الفاعلة في مجالاتهم، التي سبقها فعالية «ملهمون» لأصحاب التميز والتأثير في تخصصاتهم، ما يجعلنا أمام مهمة مواصلة النجاح عبر الاهتمام بالتطوير المستمر لكافة مجالات المهرجان، بعيدا عن التقليدية وما استهلكته المهرجانات الأخرى.