عبد الكريم الجاسر
نعم بالمنطق السائد حالياً فإن جميع الفرق متآمرة ليفوز الهلال بدوري هذا الموسم، فليس فقط الاتحاد السعودي لكرة القدم أو الهيئة العامة للرياضة وإنما الثلاثي الكبير الاتحاد والنصر بتعادلهما معاً والأهلي الذي عجز عن الفوز على الباطن وخسر نقطتين سهلتا مهمة الهلال للفوز بالدوري (!!).. هكذا هي العقلية السائدة والرائجة حالياً بين عدد غير قليل ممن يمتهنون المؤامرة فكراً وأسلوباً وطريقة حياة.. فأسهل طريقة لمداراة الاعتراف بالعجز وتفوق الآخر وكسب المتعصبين أن تبدأ بالتشكيك والاتهام وترمي اتحاد الكرة ولجانه وكل مسؤول يمكن أن يصل إليه فكرك وتؤكد على مبدأ المؤامرة لتخرج وضميرك مرتاحا جزاء هذا الطرح (!!!) للأسف فإن غياب الوعي وارتفاع حدة التعصب والجهل أيضاً ساهم في رواج مثل هذه الأفكار التي نجد لها قاعدة من الأنصار مغيبي العقل والفكر والمنطق.. ففي هذا الزمن الذي انتشر فيه العلم والمعرفة والتحضر تجدنا للأسف إلى الخلف در في كيفية تعاملنا مع مثل هذه الأفكار البالية والقبول بها وتعاطيها باستمتاع.
> نعود للمنافسة شبه المحسومة التي تفوق بها الزعيم وفرض تفوقه بفارق نقطي عجزت عن مجاراته الفرق المنافسة ليؤكد مجدداً أنه زعيم الدوري الحقيقي مهما ابتعد عن التتويج فإنه لا يزال قريباً من القمة.. فالهلال هذا الموسم سار بشكل ثابت نحو اللقب واستفاد من تعزيز صفوفه بشكل ممتاز بداية هذا الموسم.. وكذلك الفرق المنافسة التي تساقطت واحداً تلو الآخر على مدار الموسم فمنهم من أسقطه الزعيم بنفسه، ومنهم من سقط مترنحاً لسوء الإعداد والإدارة وضعف العمل المقدم وبالتالي ضعف المستوى الفني!
ولذلك فالهلال حتى قبل تتويجه رسمياً فإنه الأفضل والأقوى والأكثر تكاملاً بين الجميع وبإمكانه أن يكون أفضل وبمراحل مما يقدمه حالياً والذي لا يتوازن مع ما تضمه صفوفه من قدرات فردية قادرة على المضي بعيداً في دوري أبطال آسيا بل والوصول للنهائي بالنظر لمستويات فرق غرب القارة حالياً فلا يوجد أقوى من الهلال وأكثر تكاملاً لكن ليس بهذا المستوى المقدم لكنه بالتأكيد الأكثر تهيئة للتطور والتحسن والانتقال لمرحلة أعلى من جودة الأداء الفني متى أراد منافسة الأقوياء تماماً كما فعل الأخضر السعودي حين تفوق فنياً على نفسه ونافس الأقوياء نحو التأهل للمونديال القادم بكل قوة.. والمنتظر من الهلاليين أن يفعلوا ذلك طالما أن المجال متاح لهم لتحقيق إنجاز جديد آسيوياً.
لمسات
> الهلال الوحيد هو من يمتلك تحريك الوسط الرياضي وحتى تحريك الجماهير ودفعها لدعم فرقها من عدمه.. فحسم اللقب الذي بات وشيكاً للأزرق ساهم في موت المنافسة بكافة أشكالها إعلامياً وجماهيرياً وفنياًَ!
> كالعادة والموسم على وشك النهاية والكثير من الأندية لم تنفذ أي خطوة للموسم المقبل!
> حوادث عديدة تشهدها الساحة الرياضية لا تجد من ينظر لها أو يتحدث عنها لأنها لا تتعلق بالهلال.. فها هو قائد النصر المبعد أو المبتعد حسين عبدالغني يدخل في عراك مع أحد المشجعين في مقطع شاهده الجميع صوتاً وصورة، وها هو محمود كهربا نجم الاتحاد يعتدي على مشجع بطريقة شوارعية ونشاهده صوتاً وصورة.. وتمر الأمور عادية كأنها لا تعني أحداً لأن الهلال ليس طرفاً في القضية!
> أكثر ما أخشاه على الهلال هو الأجواء الفرائحية.. والاحتفالية التي تدور حالياً والمصحوبة (بالتريقة) على الآخرين.. وهذه أخطر ما سيواجهه الهلال حين يلاقي الأهلي ثم النصر.