أثناء زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية -حفظه الله- إلى الولايات المتحدة الأمريكية قال البيت الأبيض في بيان يوم الأربعاء (16 مارس 2017): إن المملكة العربية السعودية ستبقى ذات أهمية استشارية بالنسبة للرئيس دونالد ترامب، خاصة فيما يخص التحديات الأمنية والاقتصادية في الشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والاتفاق النووي الإيراني.
بيان البيت الأبيض يعكس مدى الأهمية التي تحظى بها المملكة العربية السعودية ذات الثقل الدبلوماسي والسياسي والقوة الاقتصادية والرقم الصعب على المسرحين الإقليمي والدولي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية. أيضًا عكس البيان متانة العلاقات بين البلدين، وأكد أن إدارة ترامب التي أعلنت أنها تسعى لتصحيح سياسة العهد السابق هي بحاجة ماسة لتكثيف التعاون والتنسيق مع المملكة العربية السعودية، والاستماع إلى الاستشارات التي يقدمها المسؤولون السعوديون لتفادي وقوع الإدارة الأمريكية الجديدة في أخطاء مشابهة لإدارة الرئيس باراك أوباما.
يمتلك الأمير محمد بن سلمان الذي يمسك بدفة القيادة العسكرية السعودية، ويقود تحالفًا عربيًّا لاستعادة الشرعية اليمنية، وتحالفًا إسلاميًّا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، وكذلك الممسك بدفة القيادة الاقتصادية القائد لعملية التحول الوطني رؤية 2030، وهو الرجل المطلع عن قرب على ملفات المنطقة، والحاضر بقوة في المحافل الدولية والإقليمية، قدرةً تأثيرية إقليميًّا ودوليًّا، وقد اختارته مجلة السياسة الخارجية الأمريكية «فورين بوليسي» ضمن قائمة القادة الأكثر تأثيرًا في العالم؛ وهذا ما أعطى العالمين العربي والإسلامي تفاؤلاً كبيرًا بهذه الزيارة، وهي التي تعد أول زيارة لمسؤول عربي وإسلامي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد وصول الرئيس ترامب للبيت الأبيض، وسوف تدفع هذه الزيارة إدارة ترامب إلى العمل على تصحيح مسار السياسة الأمريكية وفق ما يصب في صالح إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
زيارة الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، التي لاقت الحفاوة والترحيب، تعكس إلى أي مدى كانت الإدارة الأمريكية الجديدة بحاجة لعقد قمة مع كبار المسؤولين السعوديين، خاصة أن الاجتماع بين ترامب ومحمد استغرق وقتًا أكثر من المقرر له؛ ما يعني ذلك أن الإدارة الأمريكية الجديدة كانت بحاجة إلى هذه القمة التي سوف تساهم إلى حد كبير في دفع المسؤولين في إدارة ترامب إلى بلورة رؤية واضحة تجاه المنطقة.
تدرك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تصحيح الأخطاء التي حدثت في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والتي أدت إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، يتم من خلال النظر إلى المنطقة من خلال المنظور السعودي الذي يهدف إلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليَّين.