تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» يدشن وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، مساء اليوم الثلاثاء 11 أبريل مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث كأكبر مركز متخصص من نوعه في المنطقة بسعة 300 سرير تنويم و 96 سريراً للعلاج الوريدي يدار وفق نظام إلكتروني ذكي يربط بين مختلفات تفاصيل الرعاية الطبية المقدمة ويرصدها بهدف تجويد الخدمة وضمان مأمونيتها.
وأوضح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي، أن رعاية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تعكس الدعم الكبير الذي يتلقاه القطاع الصحي في المملكة من القيادة الكريمة، والذي تمثل فيه الخدمات التخصصية منظومة مهمة ومكلفة، وتتطلب كفاءات بشرية مؤهلة ومدربة تدريباً عالياً في مختلف التخصصات الطبية والفنية والإدارية، فضلاً عن ضرورة توفر بنية تحتية على مستوى رفيع، مشيراً إلى أن مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد، يمثل إضافة كبيرة في الطاقة الإستيعابية لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، بواقع 300 سرير تنويم و 96 سريراً للعلاج الوريدي (الكيماوي والبيولوجي) و 8 غرف عمليات جهزت بأحدث التقنيات مع تكامل خدمات نوعية في قطاعات الأشعة والصيدلة والمختبرات، الأمر الذي سيمكن المستشفى من مضاعفة أعداد المرضى الذين يتم قبولهم وعلاجهم في مجال الأورام وأمراض الكبد، فضلاً عن استيعاب المزيد من الحالات المرضية التخصصية المختلفة، نتيجة انعكاس التوسعة على الخدمات في الأقسام التشخيصية والعلاجية الأخرى، مع تقديم رعاية طبية متطورة بكفاءة واقتدار.
وبين القصبي، أن المركز الذي يمثل أكبر توسعة في تاريخ المستشفى، كان قد صمم من قبل أحد بيوت الخبرة الدولية المتخصصة في هذا المجال، ونفذ وفقاً لأعلى المقاييس العالمية، وآخر الابتكارات التقنية الإلكترونية التي وظفت لخدمة المريض وتحقيق أعلى معدلات الراحة ضمن منظومة من البنية التحتية الضخمة المتصلة بالمشروع، كما تبنى مفهوماً حديثاً في تقديم الخدمة من خلال «خدمة المريض في مكان واحد».
وأوضح الدكتور القصبي، أن المشروع أنشيء على مسطحات إجمالية بلغت (102000) متر مربع ومكون من 23 طابقاً (21 دوراً + 2 قبو) متضمناً مواقف سيارات تستوعب 450 سيارة. كما يتألف المشروع من مبنى للطاقة المركزية يحوي التجهيزات الكهروميكانيكية كالمولدات الكهربائية الاحتياطية بقوة 20 ميغا واط، والتي تتيح تغطية الاحتياج الحالي والمستقبلي للطاقة مشتملاً على محطة تبريد بقدرة 6780 طن تبريد.
وأكد الدكتور القصبي، أن نفقاً ضخماً للخدمات نفذ بطول 1014 متراً يربط مبنى الطاقة بمركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد ومنه إلى بقية مباني مستشفى الملك فيصل التخصصي الحالية والمستقبلية، ويتضمن كافة التجهيزات الكهروميكانيكية التي ستوفر الخدمات لكافة أعمال التوسعة في المستشفى.
وأشار الدكتور القصبي، إلى أن منظومة الخدمات شملت بناء وتشغيل مغسلة صحية مركزية بطاقة 60 طن يوميا تستوعب الاحتياج الحالي البالغ 16 طناً مع قدرة لاستيعاب الاحتياج المستقبلي مؤكداً أنها من أكبر المغاسل الصحية الأوتوماتيكية في المنطقة بتقنيات عالية تساعد على رفع كفاءة وفعالية التعقيم بما يتناسب مع المرضى ذوي المناعة المنخفضة كمرضى الأورام وزراعات الأعضاء وغيرهم.
غرف ذكية
يمتلك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث تجربة متطورة في استخدام التقنيات الحديثة في مجال الرعاية الصحية، كواحد من أهم المؤسسات الطبية تقدما في في المنطقة والعالم. وصنف المستشفى ممثلاً بقسم طب العائلة على المستوى السابع في تطبيق السجل الطبي الإلكتروني من قبل الجمعية الدولية لإدارة نظم المعلومات الصحية المعروفة عالمياً HIMSS حيث يعد المستوى السابع الأعلى في مقاييس تطبيق الحلول الإلكترونية الصحية. وفي مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد قفز المستشفى قفزات كبرى عبر تطبيق منظومة إلكترونية ذكية بهدف توفير الخدمة بفعالية وجعل المريض مشاركاً رئيساً فيها عبر تطبيقات متعددة ترصد كافة تفاصيل الرعاية الطبية والتي شملت عدة نواح من بينها:
نظام التتبع الإلكتروني
يقوم النظام بتحديد مكان تواجد المريض وتسجيل الوقت الذي يمضيه في أقسام المركز المختلفة منذ دخوله وحتى خروجه وتحليل هذه الفترات لمعرفة نقاط الهدر الزمني ومعالجتها. كما يحدد النظام أماكن تواجد المعدات الطبية عبر تتبع مواقعها باستخدام الحاسوب. بالإضافة إلى تتبع الوقت المستخدم للإجابة على نداء المريض عبر التخاطب مع جهاز نداء التمريض المتواجد في كل غرفة.
نظام تتبع غسل اليدين
يقوم بمراقبة وتسجيل عملية غسل اليدين وتحفيز الطاقم الطبي على اتباع هذا الإجراء الوقائي قبل وبعد كل زيارة لغرفة المريض من أجل حمايتهم وحماية المريض من انتقال العدوى.
جهاز نداء التمريض
يتخاطب هذا النظام مع بقية الأنظمة في المركز مايمنح المريض القدرة في التخاطب مباشرة مع الممرض المسؤول عن العناية به وإمكانية التحدث معه صوتياً كمكالمة هاتفية عبر جهاز محمول يعمل من خلال خدمة الواي فاي بحوزة الممرض الأمر الذي يتيح معرفة احتياجات المريض قبل الدخول إلى غرفته مايساهم في توفير الوقت والجهد على المريض والطاقم الطبي.
الشاشة الذكية لبيانات المريض
تهدف إلى عرض البيانات الصحية والإرشادات بشأن المريض مباشرة من خلال ملفه الطبي الإكتروني دون المساس بمعلوماتة الصحية الخاصة مايتيح الاستغناء عن الملصقات المستخدمة حالياً على أبواب غرف المرضى.
قائمة المرضى التفاعلية الإلكترونية
تستغني هذه التقنية عن اللوحة التي تحوي أسماء المرضى في محطة التمريض والتي يجري تحديثها يدوياً. كما أن لها نفس الآلية المستخدمة في الشاشة الذكية لبيانات المريض في إعطاء معلومات مختصرة عن حالة جميع المرضى في القسم، ورقم غرفة المريض، والممرض المسؤول عن خدمته، والطبيب المعالج.
المريض الإلكتروني
تعتبر هذه التقنية ثورة في المجال الصحي حيث إنها تهدف إلى إرسال معلومات المرضى مباشرة من الجهاز الطبي المستخدم داخل غرفة المريض إلى ملفه الإلكتروني مما يجنب الأخطاء الطبية التي قد تحدث بسبب إدخال المعلومات يدوياً إضافة إلى أنها ترسل التحديثات مباشرة من دون إضاعة للوقت مايؤدي إلى سرعة اتخاذ القرار وتقديم العناية الطبية اللازمة.
شاشة المريض
تقنية تتيح للمريض الاطلاع على أهم المعلومات الصحية الخاصة به (الخطة العلاجية، الأدوية) عبر جهاز التلفاز المتواجد داخل غرفة التنويم وعرض المواد التثقيفية والترفيهية كما تتيح للمريض طلب مختلف الخدمات من وجبات غذائية أو أي خدمة أخرى من الطاقم الصحي.
علاج الأورام
يعد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض أكبر مركز طبي في المنطقة من حيث عدد مرضى الأورام الذين يتم قبولهم بمعدل يتراوح بين 2500 إلى 3000 حالة جديدة سنوياً يتلقون خدمات تشخيصية وعلاجية وفق أحدث المعايير العالمية ووصل أعداد مرضى الأورام الذين تلقوا العلاج منذ افتتاح المستشفى عام 1975م وحتى نهاية عام 2016م إلى نحو 90,000 مريض (تسعين ألف).
ويمثل تأسيس مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد إضافة نوعية جديدة في الخدمات التخصصية الشاملة لمرضى الأورام من خلال تأسيس مراكز ووحدات متخصصة توفر رعاية متطورة من أبرزها:
*مركز سرطان الثدي المتكامل: ويمثل هذا المركز إضافة نوعية والأول من نوعه محلياً حيث سيوفر خدمات متكاملة لتشخيص وعلاج سرطان الثدي الذي يتصدر قائمة السرطانات التي تصيب النساء في المملكة. ومن خلال مفهوم «خدمة المريض في مكان واحد» سيتم استقبال المريضة في يوم زيارتها الأولى لمركز سرطان الثدي في العيادة حتى تستكمل جميع إجراءات التشخيص والتقييم دون أن تضطر للتنقل من مكان إلى آخر، عبر فريق طبي متكامل شامل التخصصات الإجتماعية والنفسية والتمريضية والإشعاعية والمخبرية إضافة إلى الأطباء المتخصصين لإجراء التقييم الطبي اللازم وتحديد الفحوصات المطلوبة وكذلك الخطوط الرئيسة للبرنامج العلاجي.
ويمثل مركز سرطان الثدي في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد إضافة كبيرة لما يقدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي حالياً عبر تسريع عملية القبول وإجراءات التشخيص والعلاج، كما سيُمكِّن المستشفى من زيادة الطاقة الاستيعابية بشكل مطرد خلال الفترة القادمة لتتوازن مع الزيادة المتوقعة للمرضى بسبب النمو السكاني.
*برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية: يمتلك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض تجربة عريقة في زراعة نخاع العظم تمتد إلى عام 1984م حتى أصبح ضمن أعلى 4% من المراكز الطبية العالمية التي تجري أعلى معدلات الزراعة سنوياً خلال العشرة أعوام الماضية. وسيتيح مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد زيادة في الطاقة الإستيعابية بمقدار الضعف ممايستقبله المستشفى حالياً.
*مركز العلاج الوريدي: يمثل العلاج الوريدي واحداً من أهم المكونات التي يلزم توفرها في أي مركز لعلاج الأورام حيث يتم فيه إعطاء الأدوية الكيميائية والبيولوجية وغيرها من المحاليل الوريدية التي تقدم للمرضى. ويمثل مركز العلاج الوريدي في المركز نقلة نوعية كبيرة وذلك عطفاً على القدرة الاستيعابية الكبيرة المتمثلة في 96 سريراً وبمواصفات عالية.
*خدمات علاج الأورام بالأدوية: يعد العلاج بالأدوية والتي تشمل العلاج الكيماوي والهرموني والبيولوجي من الخيارات الرئيسة التي تقدم لمرضى الأورام وذلك حسب نوع الورم ومرحلته. وسيشهد هذا الجانب توسعاً كبيراً وذلك بزيادة عدد العيادات الأسبوعية إضافة إلى زيادة عدد الغرف المخصصة للتنويم بمعدل الضعف عما يقدم سابقاً في المستشفى.
*خدمات العلاج الإشعاعي: ستشهد خدمات العلاج الإشعاعي قفزات مهمة في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد من خلال زيادة عدد أجهزة العلاج الإشعاعي الأحدث تطوراً كإضافة للخبرة العريقة الممتدة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الذي كان أول مؤسسة طبية تدخل خدمة العلاج الإشعاعي في المملكة عام 1976م واستمر في توفيرها على أحدث المستويات العالمية.
مركز أمراض الكبد
وفي قلب منظومة الخدمات الشاملة والمتخصصة في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد يأتي مركز أمراض الكبد الذي يشتمل على 60 سريراً منها 30 سريراً لأجنحة التنويم و 30 سريراً للعناية المركزة إضافة إلى العيادات الخارجية.
وسيقدم مركز أمراض الكبد رعاية طبية تخصصية شاملة من خلال فريق طبي وتمريضي وفني متعدد الاختصاصات لمعالجة أمراض الكبد الدقيقة مع التركيز على زراعة الكبد في إطار النجاحات والنتائج التي يحققها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في هذا المجال حيث تمكن المستشفى من إجراء 131 زراعة كبد في عام 2016م للأطفال والكبار من بينها 53 زراعة كبد للأطفال ليكون بذلك في مقدمة المراكز الطبية العالمية الرائدة التي تجري هذا العدد سنوياً بكفاءة واقتدار، فيما وصل العدد التراكمي لزراعة الكبد في المستشفى إلى 971 زراعة منذ عام 2001م وحتى نهاية 2016م.
ومن خلال المنظومة البشرية والتقنية التي جرى تهيئتها فإن المركز لايماثله سوى مراكز محدودة عالمياً التي تحوي كل التخصصات الدقيقة لتشخيص ومعالجة أمراض الكبد في مكان واحد.
غرف بتقنيات ذكية
يعد التصميم الداخلي لغرف العمليات بمركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد تصميماً فريداً يساعد على توفير الراحة بشكل كبير للمريض. وتحتوي كل غرفة من غرف العمليات الثمان على منظر طبيعي مغلف بالزجاج ثلاثي الأبعاد كما يمكن تغيير لون إضاءة الغرفة وشدتها لتوفير جو هادئ ومريح للمريض.
تم تصميم غرف العمليات بأفضل تكنولوجيا متوفرة ويتم التحكم بجميع الأجهزة المستخدمة عن طريق شاشة تعمل باللمس تحاكي الهواتف الذكية. كما أن الإضاءة الخاصة بسرير العمليات تحتوي على نظام إبعاد الظل، والتركيز الدقيق للإضاءة على مكان الإجراء الجراحي، وهي خاصية جديدة تتيح للفريق الطبي رؤية كل شيء بوضوح تام، وبذلك يضمن الفريق الطبي أعلى درجات الدقة خلال الإجراء الجراحي.
وتتميز غرف العمليات بإمكانية تحريك الأجهزة الطبية بيسر وسهولة، حيث يستطيع الفريق الطبي التبديل بين أماكن الأجهزة الخاصة بالتخدير، والأجهزة الخاصة بالجراحة، من دون فقد أي معلومة تم تسجيلها أو إعدادات خاصة للمريض تم حفظها، وهو مايساعد بشكل كبير على حرية حركة الفريق الطبي حول المريض.
وتحتوي كل غرفة على عدد كبير من الشاشات الكبيرة، حيث يمكن للفريق الطبي عرض الصور المأخوذة من جهاز المنظار بشكل واضح بنظام ثلاثي الأبعاد الأمر الذي يدعم كفاءة الإجراءات الطبية بشكل كبير خلال العمل الجراحي.
روبوتات صيدلانية
تحوي منظومة الرعاية الصيدلانية في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد أفضل الأجهزة الآلية والإلكترونية لتحضير الأدوية وصرفها ومراقبتها باستخدام تقنيات الترميز الدوائي والتدقيق المزدوج عن طريق صور الدواء الرقمية وكذلك متابعة المريض عن طريق التوقيع الإلكتروني والتأكد من استلام الأدوية كاملة مدعومة بأجهزة روبوتية متعددة.
ويضم مستشفى الملك فيصل التخصصي خلال السنوات الماضية أفضل مركز لإعداد الأدوية المعقمة التي تتطلب معايير عالمية، وهي مواصفات دقيقة تتقيد بها مستشفيات محدودة على مستوى العالم.
وتقوم الخدمات الصيدلانية في مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بتحضير جميع أنواع أدوية الأورام التي تخدم المركز كما تتضمن منطقة تحضير معقمة وفق أعلى المعايير الدولية قادرة على تحضير جميع أنواع المحاليل والأدوية فضلاً على احتوائها عدة أجهزة روبوتية لتحضير الأدوية الكيماوية وغيرها.