سعد الدوسري
أتمنى أن يكون وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، قد شاهد مقطع الفيديو المتداول، لـ «الشيخ» الذي يدّعي العلاج بالكي، والذي تظهر فيه مجموعة كبيرة من المرضى، خارج الاستراحة التي اتخذها «عيادة» له، ومجموعة أخرى داخلها. في هذا المقطع، نسمع صوت أحد المرافقين، وهو يصف الحالة العامة للمرضى، وكيف أنهم لم يستفيدوا شيئاً من علاج «المذكور»، وأن الطريقة التي يستخدمها بدائية وناقلة للعدوى، وأن المبالغ التي يتقاضاها باهظة وغير مبررة.
وكانت قناة mbc قد بثت تقريراً، لا بد أن الوزير تابعه، عن مشعوذ آخر في مدينة أخرى، وهو يقوم بكي رقبة مريض مسن، بطريقة مثيرة للاشمئزاز. والتقت بالدكتور جمال الطويرقي، استشاري الطب النفسي، الذي حاول أن يدلي بدلوه في ظاهرة الأخطاء الطبية المرتكبة في حق المرضى الذين يستعينون بالمعالجين الشعبيين. وفي رأيي الشخصي، فإن هذا الملف يجب أن يُفتح بجرأة شديدة، لأن ما يحدث على الأرض، مناف لكل القيم والمشاعر الإنسانية. وإذا كان الجميع متفقين على أن المرضى لا يلجأون للشعوذة والرقية والعلاج الشعبي والكي، إلا بسبب فقر الخدمات الصحية، فإن الوسيلة الوحيدة أمام الوزارة، هي توسيع دوائر الخدمات في مراكز الرعاية الصحية، وتنظيم الحملات التوعوية التي تحذِّر من معالجي الوهم، والذين تدفع وزارة الصحة ملايين طائلة لإصلاح ما أفسدوه في حق المرضى اليائسين.