«الجزيرة» - صالحة المجرشي:
تفاعلاً مع اليوم العالمي للصحة النفسية «دعونا نتحدث عن الاكتئاب»، أقامت جامعة الملك سعود بالرياض فعالية لمواجهة الاكتئاب والتصدي له، برعاية من معالي مدير جامعة الملك سعود وعميد كلية الطب بالجامعة الأستاذ الدكتور خالد فودة، وذلك في مقرها بالمدينة الطبية الجامعية في الفترة من 10 إلى 11 أبريل 2017م، حيث يشارك النادي التشكيلي ضمن مبادرات الفن للمجتمع بالتعاون مع كلية الطب بجامعة الملك سعود، معرضاً فنياً تشكيلياً، يسعى إلى نشر التوعية بأهمية الصحة النفسية «للاكتئاب» وكيفية تعاطي المجتمع مع المريض النفسي.
وصرح المدير التنفيذي للنادي التشكيلي ومدير النادي الفني بكلية التربية بجامعة الملك سعود مبادرة الفن للمجتمع بندر الجريان، بأن الهدف من هذه المشاركة هو نشر التوعية النفسية من خلال مشاركات عديدة من فنانات تشكيليات أبرزن المرض النفسي وهو الاكتئاب بمنظورهن الفني الذي يتنوع ما بين إبداع وفنية الإحساس في التعامل مع هذه الفئة.
من جهتها، أكدت الأخصائية النفسية منى مصطفى أن إطلاق مثل هذه الفعاليات الخاصة بالصحة النفسية أمر مهم يساعد في التوعية والإرشاد للتصدي لبعض الأمراض النفسية، واختيار الاكتئاب ليكون عنواناً لليوم العالمي للصحة النفسية، لأن نسبة مَنْ يعانون منه تتزايد وبشكل ملحوظ يتجاوز 350 مليون شخص حول العالم، فالاكتئاب مرض يتميز بالشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية التي يتمتع بها الإنسان عادة، مشيرة إلى أن الأعراض التي تظهر على مرضى الاكتئاب كثيرة؛ منها: فقدان الطاقة والشهية واضطراب النوم؛ إما أن ينام المريض لفترات طويلة أو قصيرة، إضافةً إلى الإصابة بالقلق، والتردد وانخفاض معدل التركيز، والشعور بالنقص وعدم احترام الذات، أو الشعور بالذنب أو باليأس، والتفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.
وفيما يخص إقامة معرض فني يحتوي على الرسوم والفنون التشكيلية المعبرة عن أحد الأمراض النفسية مثل
«الاكتئاب»، فإنه أمر في غاية الأهمية، لأن الرسم والفنون تستخدم كنوع من أنواع العلاج وتشخيص حالات المرض النفسي، وذلك من خلال ما يرسمه المريض، ويقوم الطبيب بمناقشة المريض فيما رسم أو يستخدم الطبيب الرسم في علاج المريض، فالرسم عند هذه الحالة يعد نوعاً من أنواع إفراز وتوضيح ما يخزنه المريض داخل العقل الباطن وإفراز للشحنة الداخلية، كما أن لجوء المريض للرسم يخرج ما بداخله من توترات وقلق ويعيده للواقع الذي يرفضه ويؤدي به للاسترخاء، ليبدأ بعد ذلك العلاج المكمل بالدواء.
وأشارت الفنانة التشكيلية إسراء الزهراني إلى أنه من الممكن أن يصاب الأطفال بالاكتئاب لأسباب عدة، منها:الخلافات الأسرية، التوبيخ، النقد السلبي، أو بسبب الأمراض العضوية الأخرى، مثل: السكري أو الصرع مما يؤدي إلى أن الطفل المصاب يرى نفسه مختلفاً عن الأطفال الآخرين، ومشاركتي بهذا المعرض جاءت لأوضح أن مرض الاكتئاب مثل سائر الأمراض يمكن معالجته وتخطيه لينمو الطفل كشخص بالغ صحياً ونفسياً وعاطفياً.
وأوضحت الفنانة التشكيلية بدرية الشهري أن عملها الفني يوضح أن الحياة عبارة عن ألوان جميلة محملة بالتفاؤل، فبالحزن والاكتئاب تصنع الألوان الشكل الجميل في صراع غير مفهوم يعتبره يأساً، ويحاول أن يبتعد عن الحقيقة والصواب ولكن في الأخير هو من عاش هذا الصراع وحده.