فهد بن جليد
كل المُطالبات الطلابية والأسرية والمُقترحات حول مسألة تقديم نهاية العام الدراسي, و تجنب الاختبارت في شهر رمضان المُبارك انتهت (عملياً), مع العودة لاستكمال (الربع) الأخير من العام الدراسي دون أن تستجيب وزارة التعليم لتلك المُقترحات والآراء المطروحة , وإن كُنت شخصياً أتفق مع ضرورة الالتزام بجدول وخارطة التقويم الدراسي المُعلنة بعيداً عن العاطفة , إلا أنني أقترح - في ذات الوقت - وبما أننا نعيش مرحلة جادة من التجديد والتطوير , أن يتم على الأقل تعيير وقت بداية الدراسة في رمضان لتبدأ بعد صلاة الفجر مُباشرة , كما سبق أن طالبت العديد من الأصوات لسنوات طويلة , فمالذي يمنع من تجربة وقت جديد للدراسة والاختبارات في رمضان ؟!.
بداية الاختبارات في رمضان الساعة السادسة أو السابعة صباحاً على الأقل بدلاً من الساعة العاشرة , سيجعلنا أمام مفهوم جديد ومختلف, وربما أن هذه الخطوة تعود بالفائدة على أكثر من جانب في حياتنا الرمضانية - لتغير النمط والعادة التي تعودنا عليها سنين طويلة - فالمدرسة هي ضابطة الإيقاع في الشهر الفضيل , وتحويلها لفترة الصباح المُبكرة ستحدث فارق في النشاط والسلوك المجتمعي, ربما ترتبط بها سلسلة طويلة من الممارسات المجتمعية التي ستُعيدنا إلى مفهوم رمضان الحقيقي , ناهيك عن الفائدة المرجوة من التبكير على استيعاب الطالب والمعلم , وتركيزهما أكثر من فترة (قبل الظهيرة) التي جربناها سنوات عدة ؟!.
هذه التجربة (الزمنية) لن تُخل بالتقويم الدراسي الذي تتمسك به وزارة التعليم بل قد تجوّده أكثر, من خلال تحديد مدى ملائمة الوقت الجديد لبداية اليوم الدراسي في رمضان لثقافة مجتمعنا, وظروفنا المناخية خصوصاً للمرحلة الجديدة والسنوات المقبلة حسب التقويم الدراسي , وعلاقة كل هذا بالزحام المروري في الشوارع , وتفرغ الآباء والآمهات العاملين لمتابعة مستوى أبنائهم التعليمي.
نحن هنا لن نُحدث أمراً جديداً , فالتعليم في المملكة في مرحلة من المراحل كان يبدأ بعد صلاة الفجر, ثم تحول لاحقاً ليبدأ الساعة الثامنة صباحاً , قبل أن يستقر عند الساعة العاشرة في المرحلة الأخيرة, وإعادة دراسة وتقويم كل هذه المراحل الزمنية (أمر مطلوب) مع عودة الدراسة للشهر الفضيل من جديد هذا العام بعد توقف دام (عقد كامل) من الإجازات الرمضانية الأخيرة.
طرح وقت جديد لبداية اليوم الدراسي في رمضان , تجربة تستحق التطبيق والنظر, فهل تتقبل وزارة التعليم مثل هذا الطرح ؟ أم سترفضه مثلما رفضت تقديم الاختبارات وهو لا يتعارض مع تقويمها الدراسي ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي