رجاء العتيبي
المدينة الترفيهية والرياضية والثقافية التي أعلن عنها مستهل هذا الأسبوع جاءت بمثابة تحول في مفهوم الترفيه والثقافة والرياضة بصورة تختلف عما كان في السابق، وتحديدا في مجال الاستثمار باعتبار ذلك رؤية جديدة لم تكن متاحة في الماضي، حيث كانت هذه المناشط تعتمد على دعم الجهات الحكومية التي لم تكن كافية لتقديم منتج إبداعي مدهش مثير.
الإعلان عن المدينة جاء كقيمة منتظرة كانت محل احتفال الوسط الثقافي ومحل تفاؤل الجميع، فلا يتخيل أحد استبشارنا بهذا الإعلان الذي أطلقه سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في موقع لم يخيل لنا أن يكون مقرا لهذا المشروع العملاق، ولكنه الآن بات حقيقة علينا أن نصدقه ونفخر به.
المشروع جاء في وقته، وسط نمو أجيال سعودية مبدعة في مجال الترفيه والثقافة والرياضة، وهي قادرة على جعل هذا المشروع في أفضل حالاته، كمشروع منافس على مستوى المنطقة، ففي هذه المرحلة بالذات لدينا رواد أعمال مبدعين وشركات سعودية ذات مركز مالي قوي، ومواهب مدهشة, وأنظمة تجارية في طريقها للتكامل مع الرؤية الجديدة, هذا يعطي دفعة مليئة بالتفاؤل لنجاح أي مشروع ينطلق من بلادنا ما يجعلها منطقة جاذبة للاستثمارات من قبل كبار المستثمرين المحليين والعالميين وفرصة لأن تكون بلادنا مركزا عالميا لاقتصايات الرياضة والترفيه والفنون.
مثل هذه المشروعات (تؤنسن) المدن السعودية وتجعلها أكثر إثارة وتسهم في حل مشكلة البطالة وتعطي للشباب السعودي المبدع بيئة حاضنة لم تكن متوفرة له قديما، فوجودها الآن يجعلها أكثر أهمية.
القدية أو (أبا القد) التي تقع جنوب غرب مدينة الرياض قرابة40 كم، كانت منطقة برية استمرت سنوات طويلة تمثل منطقة (مكشات) لأهالي مدينة الرياض والبلدات القريبة منها، مثل: قصور آل مقبل، والمزاحمية، والجله، وضرما، ومرات، وتم لهم ذلك عندما تم في بديات الستينيات الميلادية شق أحد مرتفعات جبال طويق نزولا بمنحدر قيمته 8 % مكونا طريقا حيويا يربط بين الرياض والحجاز سلكه المسافرون بدلا من (الرياض - ديراب - الحجاز).
فإذا كانت وزارة (النقل - المواصلات) حينذاك قد نفذت أعظم منجزاتها في شق طريق بمواصفات عالمية في ذلك الزمان، كنقلة نوعية في سلم الحضارة، فإنه اليوم سيتحول هذا المكان البري الجميل إلى مدن ترفيه ومغامرات، أرض سفاري، منطقة مطاعم عالمية، مركز استثماري، كنقلة نوعية أخرى في سلم الحضارة بشكل يعطينا أدلة واقعية على توالي النقلات الحضارية المستمرة على العهود السعودية المتعاقبة، هنا بإمكانك أن ترى ملامح من الرؤية السعودية 2030 .