أحسنَ أستاذي رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك صنعاً حين نشر بالتفصيل وقائع رحلة الإعلاميين التي ضمت أكثر من ستين إعلامياً وإعلامية التي نسَّق لها مدير القناة الإخبارية الإعلامي النشط الأستاذ جاسر بن حمد الجاسر، بهدف زيارة المواقع المتقدمة في الحد الجنوبي من نجران لقواتنا المسلحة والحرس الوطني بالإضافة إلى حرس الحدود؛ للتعرف عن قرب على الوضع القتالي هناك، فلقد كانت المبادرة مذكراتٍ نحن أحوج ما نكون إليها، حول أهم القضايا الأساسية في حياة كل مواطن سعودي في العصر الآني.
لقد صدَح صاحب القلم السيّال بحرفه، فاهتزت الأرض فخراً وانتماء ثم «رَبَتْ»، فصارت الكلمات أغنيات للمفتخرين وأمنيات بالنصر ـ إن شاء الله تعالى ـ للمحبين، عبر سلسلة مقالاته عن الوضع العسكري في الحد الجنوبي من نجران التي عنْونها بـ«يومان في نجران على الحدود مع اليمن» التي نشر أول حلقاتها في العدد رقم 16214 يوم السبت 21 جمادى الأولى 1438هـ الموافق 18 فبراير 2017م.
هناك في الحد الجنوبي.. كانت ولا زالت بطولات المقاتل السعودي.. بإيمانه بالله وحبه للوطن.. وإرادته وعزيمته في الدفاع عن ترابه الغالي، صنع الملحمة البطولية في معركة الشرف والكرامة لدحر المعتدي.
وفي الحد الجنوبي كان المقياس الحقيقي لأسمى الأهداف وأعظم المهام.. الدفاع عن الوطن.. إنها مواجهة ضد البغي والعدوان.. وتلقين المعتدي درساً قاسياً.
لقد غامرت المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح بزجّ بعض أفرادهم للاعتداء على الأرض السعودية بعد أن حوّلت أرض اليمن المسالمة التي لازالت تحت سيطرتهم إلى قواعد انطلاق لعدوانهم ضد المملكة، ولكن الفرق شاسع دائماً بين الحق والباطل.. وبين العدل والظلم.. وبين السلام والعدوان.. إنه الفرق الكبير بين قوة الإيمان والإرادة وبين تهالك الباطل. وقد تجلّت هذه المعاني في معركة الشرف والكرامة.. بين قوى الحق المدافعة وبين زمرة الباطل المعتدية.. حيث لازال المقاتل السعودي ينتصر بإيمانه واعتزازه بحقه المشروع وأرهب الميليشيات والقوات الغاشمة المتآمرة مع إيران التي تناثرت واستسلم بعضها لتظل شاهدة على انتصار الحق وأيضاً على جريمة التحالفات الشيطانية المتآمرة مع إيران.
أستاذي رئيس التحرير
في لحظات الحسم في تاريخ الشعوب تبرز الكلمات المضيئة وتتأكد دائماً المعاني السامية النبيلة وفاء لرسالة الإنسان.. فشكراً لوصفك.. شكراً لمناحي تطميناتك.. شكراً لمدير القناة الإخبارية الإعلامي النشط الأستاذ جاسر بن حمد الجاسر على ضوء مبادرته. وشكراً لكل إعلاميٍّ يرصد قطرات قلمه (القوس قزح) على أجنحة الحروف والكلام في الضياء والنور.
أستاذي رئيس التحرير
تتوقف متحيراً عن السياحة على الورق.. فما يحدث في المنطقة أهم.. وأخطر.. فالمنطقة تموج بتلك التيارات العنيفة التي أطلق عنانها بعض القوى الدولية المتآمرة.. فاندلعت نيران الأسلحة من كل صوب، ومن كل لون، من الصواريخ والطائرات والدبابات.
الحرب ليست جبهة القتال وحدها.. ولكنها الجبهة الداخلية أيضاً (كما أوضحت ذلك في الحلقة الخامسة من مقالتك).. فهي الركيزة الأساسية لاستمرار دعم المقاتلين وشد أزرهم والوقوف وراءهم كجدار من الفولاذ حتى النصر. والجبهة الداخلية السعودية أدهشت العالم كله بذلك الهدوء الصلب الذي وقفته جميع القطاعات وعلى مختلف جميع المستويات.
وبعد ذلك : فيا أيها الواقفون على الحد الجنوبي في إشادة عاهل هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأدواركم «هذه الدولة - والحمد لله - دولتكم، وهي للجميـع ولكل مناطق المملكة، ويسرني أن أرى دائماً في القوات المسلحة في كل منطقة أبناء هذه البلاد من كل المناطق والقبائل يمتزجون في خدمة هذه القوات لخدمة دينهم ومليكهم ودولتهم». تذكيرٌ بمواقف النبلاء.. الذي نعتقد أنه حثٌ متعاظمٌ ورائع على التمسك بهذه السلوكيات التي أنْشأَتْ وطناً، وبذرت قيماً وسلوكيات عظيمة نحن أحوج ما نكون إلى استلهامنا في سلوكياتنا العصرية الحديثة، وفي تعاملاتنا فيما بين بعضنا البعض.. حتى ننجح في المحافظة على المنجز العظيم والقدوة.
أيها الواقفون على الحد الجنوبي : هنيئاً لنا بكم !! وهنيئاً لوطننا بكم !! فقد استطعتم أن تخوضوا امتحانكم بنجاح منقطع النظير، طيلة أكثر من عامين على مرور العزم والحسم من قائدكم (سلمان) ـ رعاه الله ونصركم ـ. لم تتحرك شعرة واحدة من أجسادكم، داخل قاعة الدفاع عن الوطن.. تبدو عليكم رباطة جأش مدهشة وخبرة وحماسة وشجاعة لافتة جداً.. وكانت ملامحكم توحي بأنكم قد حفظتم التاريخ والجغرافيا والفداء.. وأن من حقكم أن تثبتوا لأمم الأرض أن بسالتكم عالية وقوية.. وأن عِلْمَ التضحية والحب مزروع في دمائكم.. منذ اللحظة الأولى لولادتكم.. وأن الولاء للدين ثم المليك والوطن تراكيب عضوية أساسية في أجسادكم.
أيها الواقفون على الحد الجنوبي: جبال وسفوح ومنخفضات حدودنا البرية مع اليمن تفخر بمواطئ أرجلكم المقدامة.. تحية حب وعرفان نزفها لكم.. أنتم في نضالكم هذا مجاهدون في سبيل الله.. وأنتم بحربكم هذه تثأرون للحق ضد الباطل وللخير ضد الشر وللأمن والحب ضد الحقد والكراهية وللشرف ضد الخيانة والحياة ضد الموت..
أنتم بنضالكم هذا ترسمون مع كل طلقة رصاص وفي كل نقطة دم تنزف من أحدكم رغبة أكيدة في الأمن والسلام. أنتم أيها الأعزاء بإصراركم على هذا النضال تسيرون بنا إلى فجر جديد ننتظره بقلوب تخفق بالإيمان وبالحب لكل ذرة رمل من هذا الوطن الأبيّ. إنّ فجر الفرج وإن طال فهو آت بإذن الله، وإن النصر لقريب، وإن مع العسر يسرا، وإن البشائر بحمد الله تعالى متوالية، والإنجازات كثيرة متجددة ومتعددة مشهودة ملموسة.
نسأل المولى القدير أن يوفق جنودنا البواسل في الحد الجنوبي، ويبارك في مساعيهم ويسدد رميهم، ويكون معهم نصيراً ومعيناً وظهيراً، وأن يرحم شهداءنا الأطهار، ويعلى منازلهم مع الأبرار. وأن يجنّب وطننا البلاء والفتن والأحقاد والمحن.
- محمد بن عبدالله آل شملان
Alshamlan641@gmail.com