هذا ديدن الدولة السعودية منذ توحيدها على يد صقر الجزيرة ورجاله والعظماء الذين قطعوا الفيافي والصحارى فهذا الملك العظيم مؤسس الدولة السعودية الثالثة وتوحيدها منذ بداية عام 1319هـ بعد افتتاحه مدينة الرياض توحدت الجزيرة العربية وانتشر العدل والمساواة وإقامة حدود الله المعتمد على كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبي هذه الأمة المحمدية فأصبح المواطن والمقيم بأمن على (نفسه ودينه وعرضه وماله ودمه) بعد أن كان يتعرض للنهب والسلب وقطاع الطرق وبعد أن استقر الوضع في هذه المملكة الفتية تفرغ -رحمه الله- إلى تفقد أحوال رعيته والوقوف على احتياجاتهم الشخصية والخاصة وبما يحسن أحوالهم في جميع مناحي الحياة (الدينية والأمنية والصحية والتعليمية) حتى عم الخير والاستقرار والأمن والأمان الجنائي والاجتماعي وقد سار أبناؤه الملوك من بعده -رحمهم الله- وعفا عنهم وأسكنهم الجنات إن شاء الله وهكذا توالت الزيارات من قبل أحفاده أمراء المناطق من هؤلاء الأحفاد (صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز) أمير منطقة الرياض الذي كان شغله الشاغل وهمه الوحيد الوقوف على احتياجات المواطنين التابعين جغرافيًا وإداريًا لإمارة منطقة الرياض من محافظات ومراكز على مختلف تصنيفات كل هذا من أجل أن يكون جنبًا إلى جنب مع المواطنين رجالاً ونساءً شبابًا وشيوخ لأنه يطبق - حفظه الله- القول الذي يقول (ليس من رأى كمن سمع) فقام -حفظه الله- بهذه الزيارات والجولات على جميع المحافظات والمراكز التابعة لإمارة منطقة الرياض (غربها وشمالها وجنوبها) فكان من نتائج هذه الزيارة (افتتاح بعض المشروعات التنموية (من طرق - وتعليم - وصحة ومرافق حكومية أخرى).
إضافة إلى الوقوف على الاحتياجات الملحة والسريعة التي لا تقبل التأخير التي أبداها المواطنون لسموه أثناء مقابلتهم له والتحدث معهم وجهًا إلى وجه بلا رقيب أو ساتر أو حاجز وهذا كما قلنا ديدن الدولة السعودية من قبل حكامها على مختلف المستويات الوظيفية (سياسة الباب المفتوح) فكان -حفظه الله- يوم هنا وقبله يوم هناك فجميع المواطنين وحتى المقيم استبشروا وعمت الفرحة والسرور محياهم ووجوههم لأنهم وجدوا من يسمع ويصغي إليهم ويعرف احتياجاتهم التنموية والمعيشية.
وهذا كله لم ينس سموه ويجعله يغفل أو يتأخر عن عمله الأصلي والإداري في إمارة منطقة الرياض رغم ثقل المسؤولية وتشعب الأعمال التي يطلع عليها سموه ويوجه عليها التوجيه اللازم سواء كانت أمور إدارية تحتاج إلى رأي سموه أو أثناء مقابلة المواطنين والمقيمين لسموه في مقام الإمارة فهو -حفظه الله- يجمع بين كل هذه الأعمال وهذه الزيارات الميدانية دون كلل أو ملل وفقًا لتوجيهات قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية وآخر دعوانا {أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.