عبده الأسمري
تربت في كنف الخير فتشربت العطاء واقتبست العون فتوشحت برداء الإنسانية باكراً.. ناشطة في سماء الحقوق ساطعة في أفق الواجبات.. أميرة ابنة ملك وسليلة حكم..
أنها الأميرة لولوة الفيصل.. صاحبة السيرة العريضة في مجال التعليم وقضايا المرأة والاقتصاد وممثلة السعوديات في محافل دولية متعددة وأحد رموز الأميرات السعوديات من جيل الحفيدات البارعات في مجال العلم والمعرفة والعمل الريادي بالوطن وخارجة.
بوجه أميري وملامح هادئة وعينين واسعتين مهيبتين تتشابه مع والدها الملك فيصل تشع منها نظرات الطمأنينة وحذقات السكينة وصوت أصيل ولهجة نبيلة تختلط فيها عبارات الفكر وعبرات الشكر واعتبارات بعد النظر بصوت متناسق خليط من الوقار والاقتدار تملؤه اللغة العلمية وتعلوه اللهجة المعرفية تخرج منها مفردات إنجليزية وفرنسية بحكم تعمق لغوي وتطغى عليه قدرة المعلومات وعبرة النتائج.
تطل لولوة الفيصل إحدى أبرز نساء الأسرة المالكة في المحافل راعية حفل وسادنة فكر وخازنة نبل وحليفة وطنية وقرينة سمو إنساني فريد.
في قصر والدها عاشت لولوة بين إخوانها انفردت بنباهة باكرة ونبوغ مبكر فكانت تراقب مع أمها الملكة عفت الثنيان وتسألها باكراً عن السياسة والكياسة التي رأتها شامخة راسخة في حضرة والدها -رحمه الله- وظلت تترقب إمضاءات إخوتها في العمل القيادي فنمت فيها «تفاصيل الحكمة» وتنامت معها «تفصيلات الدراية» فامتلأ عقلها بتركة من الخبرة. تلقّت تعليمها في الخارج، وحضرت المدارس الثانوية في لوزان بسويسرا وتلقت تعليماً مكثفاً ودورات متقدمة ثم عادت لأرض الوطن لتكون حاضرة مبادرة في الإنجازات التي سجلت باسم السعوديات.. ثم انتهجت الأميرة تكريس وقتها وعلمها وفكرها في توظيف حقوق المرأة ومساندتها على خلق أجواء التميز، خصوصاً في قطاع التعليم انتسبت عضواً في جمعية النهضة الخيرية للنساء وقامت ولمدة تسعة أعوام بتكثيف نشاطها مع والدتها في الإشراف على مدرسة دار الحنان في جدة وساهمت مع والدتها وإخوتها في تأسيس كلية عفت (الآن جامعة عفت) في عام 1999.. حيث تولت الجانب التأسيسي والتطويري والبناء وتقلدت منصب نائب رئيس الجامعة للمجلس المؤسسين وأعضاء مجلس الأمناء، والمشرف العام.
شاركت في معظم المنتديات الاقتصادية العالمية وكانت سفيرة للسعوديات فيها من خلال مشاركتها باوراق عمل منفردة؛ نادت بالحقوق الواجبة والواجبات الحقة على النساء مطالبة العالم بتصحيح وتغيير النظر السائدة الخاطئة عن االمرأة السعودية.
مثّلت الوطن خارجياً حيث شغلت عضواً في لجنة التجارة الدولية في الغرف التجارية الصناعية السعودية. وفي عام 2006، قادت وفداً من سيدات الأعمال السعوديات إلى هونغ كونغ.. وشاركت في البعثات التجارية السعودية في الخارج، ومرافقة كبار أفراد العائلة المالكة السعودية في الرحلات الدبلوماسية.
سكنها هم النهوض بالمرأة المسلمة فارتكنت إلى بعد التعليم كرهان تنموي تقاس به الأمم فقدمت عشرات الكلمات وأوراق العمل والمشاركات في هذا الجانب داخلياً وخارجياً. تقف لولوة الفيصل مقتبسة من اسمها توهجاً حيث المشاركة ومنهجاً أثناء الحضور ومنهاجاً حين الرأي.
مضت الفيصل واضعة من تاريخ وسيرة والدها تحدياً جعلها تعكس أضاءات الوطنية ماضية في توظيف إشادات أسرتها التي كانت تحفظها في قلبها وتعيش في منظومة أسرة الفيصل المليئة بالحكماء الممتلئة بالعظماء.
في محطات عمر مليء بالكفاح وروح تشع نتاجاً وطنياً حافلاً بالاعتزاز محتفلاً بالإنجاز ظلت الفيصل كياناً أنثوياً ومرجعاً بشرياً تلمح في عيني والدتها رضا التربية وأمام دعواتها يقين البر. فكونت مثالاً للنماء الأسري والانتماء العائلي والوطنية الحقة والمسؤولية الصادقة لترسم لوحة من التميز.
في ذاكرة الوطن واستذكار الأجيال وعقلية الكبار وخبرة القامات تظل لولوة الفيصل اسماً باهراً ورقماً صعباً رسمت طريقها بخطوط عريضة من المجد وفرشتة بعهود ماضية نحو الانفراد ووعود للباحثين عن الأبداع والامتاع بلغة العمل وبواقعية النتائج وبأصالة التخطيط.