خالد بن حمد المالك
الهدايا لا تُقاس بقيمتها المادية فقط، وإنما في دلالاتها وأهدافها، ولا تستمد أهميتها إلا حين يكون سقف مخرجاتها عالياً، والهدايا تكبر في عيون الناس متى ما لامست اهتمامهم، وتستقبل بالفخر والابتهاج كلما كانت تحمل قيمة لإسعادهم.
* *
والهدية التي نتحدث عنها ليست ككل الهدايا، ولا تقارن هديتنا بمثل غيرها ممن تحمل مثل هذه الصفة، إذ إن هديتنا تأتي أهميتها من أنها مقدَّمة ببصمة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وموجهة لكل المواطنين، وأن تركيزها سيكون بحسب ما هو مخطط لها توفير السعادة والرفاهية والاستمتاع لكل المواطنين، ودون أن يستثنى أي مواطن من حقه بهذه الهدية.
* *
لقد فاجأ سمو ولي ولي العهد المواطنين بهدية الملك سلمان لمواطنيه التي يمكن وصفها بأنها من العيار الثقيل، من حيث الحجم والتنوّع في الفعاليات، ومن كون هذا المشروع الضخم يخاطب ويستهدف كل شرائح المجتمع كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً، الموهوبين وغير الموهوبين، وكل الباحثين عن الترفيه منهم، في سابقة غير عادية، وسوف يسجّلها التاريخ لصانع مجد المملكة في تاريخها الحديث سلمان بن عبدالعزيز .
* *
تفاصيل كثيرة ومهمة أفصح عنها ولي ولي العهد، فوضع المواطنين على أدق المعلومات عن واحدة من أهم مخرجات رؤية المملكة 2030 بما سيغيّر من خارطة المملكة التقليدية بالتعامل مع محفزات السعادة، وأهمها الترفيه وما يمثّله من نشاطات وفعاليات، وما يمثّله من منجزٍ بهذه الأهمية، وبهذه الإضافة النوعية لأجواء المرح والفرح التي خيّمت علينا بشكل سار ومفاجئ.
* *
واختيار الموقع لهذه المدينة العملاقة في الِقِدّية والإعلان عنه، بعد أن حافظ القائمون على سريته حتى الإعلان عنه، يعطي انطباعاً عن تحمّل مسؤولي صندوق الاستثمارات العامة مسؤوليتهم في الإبقاء على المشروع طي الكتمان حين اكتملت الدراسات والمخططات واختيار الموقع وتحديد الجهات التي ستشارك فيه وما إلى ذلك، ما جعل المحافظة على سريته حتى الإعلان عنه مبشراً على نجاحه المبكر.
* *
واختيار الموقع قريباً من الرياض لم يأت مصادفة بكل تأكيد، فهو اختيار في مكانه الصحيح، فالرياض بدون استثمار حقيقي في مجال الترفيه حتى اليوم، والرياض تمثّل ثلث سكان المملكة والنمو كبير ومتصاعد في عدد سكانها وبمعدلات عالية، والرياض تملك مساحات شاسعة من الأراضي الحكومية، والرياض بلا إطلالة بحرية تساعد سكانها في الاستمتاع بالبحر، والرياض لهذه الاعتبارات وغيرها كثير هي الأنسب أكثر من غيرها لأن يكون المشروع بالقرب منها، وكل هذا يؤكّد أن نجاح المشروع بهذا الموقع أضمن من أي موقع آخر في أي مدينة أو منطقة أخرى.
* *
أريد أن أذكر فقط أن الرياض الفاتنة والمتطورة والجميلة التي هندسها ووضعها ضمن أفضل عواصم العالم مهندسها الملك سلمان حين كان أميراً لها، كانت تحتاج إلى ولادة مثل هذا المشروع لتكتمل زينتها، وتظهر مفاتنها، وتأسر نظر من يسكنها أو يزروها، وها هي اليوم وعلى يد مهندسها المبدع الملك وليس الأمير ترتدي ثوب زفافها الذي تأخر لبعض الوقت وتأجل إلى أن جاء الوقت المناسب.
* *
وحسناً إذ حدد موعد وضع حجر الأساس وأنها المرحلة الأولى لهذه المدينة العملاقة، لأن هذا لا يجعلنا نتوجس خوفاً من أن يتعثر المشروع أو يتأخر أو يتم التراجع عنه، وهذا ما وضعته القيادة في حسبانها، وهي تعلن للمواطنين عن واحد من أهم الإنجازات التي ستغيّر من طابع الحياة ليس في مدينة الرياض فحسب، وإنما في مدن المملكة كلها، وسيكون هذا المشروع بعد اكتماله مشجعاً للمواطنين على تفضيله في قضاء إجازاتهم على المشروعات المماثلة في الخارج.
* *
شكراً سلمان، شكراً للمحمدين، شكراً للفريق الذي أنجز هذا المشروع بقيادة محمد بن سلمان.