سعد الدوسري
كلنا متهاونون مع أطفالنا في شأن متابعتهم لمواقع التواصل الاجتماعي. وسوف لن نعرف حجم تأثير ما يشاهدونه على مستقبلهم، إلا حين نسمع رأي الطب النفسي. الصور والمقاطع التي يتم تداولها لضحايا المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق الأطفال، لن تمر على ذاكرة مشاهديها من صغار السن، مرور الكرام. ستظل تحفر جرحاً غائراً في لاوعيهم، مسببة نزيفاً قد لا ينقطع. وقد يتسبب هذا النزيف، في تغيير علاقاتهم مع أنفسهم ومع المحيط الذي يعيشون فيه.
لماذا هذا التهاون؟! لم لا نحاول أن نضع حدوداً لما يشاهده أطفالنا؟! أن نكون قريبين منهم أكثر، أن نسألهم عما شاهدوه، ونحاورهم حوله. القضية ليست بالصعوبة التي يحاول السلبيون أن يروجوا لها. القضية تحتاج إلى تأسيس بسيط في العلاقة بين الأب والأم، وبين الطفل. وعائدُ هذا التأسيس، سينعكس على حياته كلها، وعلى حياة الأسرة بكاملها. وسوف يقضي على بعض أشكال التأزم النفسي الذي يعيشه الطفل، وعلى رأسها الكوابيس الليلية. وكل تلك الأشكال لا يدفع ثمنها إلا الطفل وذووه، حين يكبر متأزماً وانطوائياً وغير منتج.
إن البالغين اليوم، يكادون لا يهنأون بحياتهم، بسبب ما يشاهدونه يومياً من تدمير للإنسان ولكرامة الإنسان، وبسبب ما يتابعونه من تشويه للجمال وللفرح وللبهجة. فكيف يمكن للطفل الذي ارتبطت حياته بالبراءة والأحلام الوردية، أن يحتمل ذلك؟!