عماد المديفر
ضارباً بالقانون والاتفاقيات والأعراف الدولية والإنسانية عرض الحائط.. يواصل مجرم الحرب «بشار الأسد» ونظامه الإرهابي الساقط فعلياً بقوة الشعب السوري.. يواصل، وفي تحدٍ صارخ، سخريته من المجتمع الدولي والعالم والإنسانية جمعاء من خلال استمراره بالتفنن بسادية وحشية منحطة في قتل الإنسان السوري بكل أنواع أسلحة الدمار الشامل المحرمة، وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع.. وليس آخرها مجزرة «خان شيخون» والتي راح ضحيتها وبالكيماوي أكثر من 120 إنسان سوري بريء غالبيتهم من الأطفال والنساء.. قُتلوا جماعياً بغاز السارين السام بدافع من الكراهية والحقد الطائفي البغيض، وضمن مسلسل جرائم تطهير وتهجير عرقية وطائفية مستمرة منذ ما يقارب الست سنوات، قتل خلالها أكثر من 600 ألف إنسان وهُجِّر ما يقرب العشرة ملايين بيد آلة الإرهاب الإيراني وتوابعها، ليس فقط حزب الله وفاطميون ونظام بشار الأسد، بل وداعش وجبهة النصرة أيضاً، والتي أثبتت الأدلة والوقائع وسير العمليات على الأرض مدى تبعيتها للمحور الإيراني عبر تغلغلها في المناطق التي استطاع الشعب العربي السوري تحريرها من قبضة إرهاب «بشار الأسد» ونظامه، لتقع، وفي لعبة إرهابية تكاملية شيطانية قذرة، تحت وطأة «إرهاب» داعش والقاعدة أو «جبهة النصرة» والتي منشأها أساسا -أي داعش والنصرة- على يد الحرس الثوري الإيراني والاستخبارات السورية منذ عام 2003 وحتى اليوم.. وهو ما سبق وكشفته وأعلنته الاستخبارات المركزية الأمريكية ذاتها.. ومن ذلك على سبيل المثال لا حصر ما تعلمه عن دور العميل المخابراتي السوري المدعو «أبو القعقاع» الذي كان يقوم في مسجد تابع للنظام ومنذ عام 2005م، ليس بإلقاء الخطب الحماسية في ما يسمى بـ«الجهاد» فحسب بل يقوم بالتدريب اللوجستي على القتال داخل المسجد! والتدريب على استخدام أنواع من السلاح، ويؤكد علناً «أننا ذاهبون للقتال في فلسطين والعراق مع إخوتنا المجاهدين من القاعدة وذلك لمواجهة الاحتلال الأمريكي الصليبي الكافر»!
لقد كان هذا العميل المخابراتي السوري ومن معه يسهلون نقل السلاح، وقسم منه من مخازن حزب الله في لبنان عبر الأراضي السورية وبحافلات نقل سورية عامة وعلى الطرق العامة نحو العراق وبتنسيق كامل مع أجهزة الأمن السورية وبعلمها. يقول كمال اللبواني: «عندما عدت من زيارتي للولايات المتحدة واعتقلت في المطار يوم 7-11-2005. كانت أول كلمات علي مخلوف -رئيس فرع تحقيق الفيحاء- لي هي: هل تعلم أن كل ما يريده منا أصدقاؤك الأمريكان، هو أن نتوقف عن إرسال المجاهدين إلى العراق، ونحن لن نفعل. وهذا ما نقلته حرفيا بعد أيام عندما التقيت ممثلة السفارة الأمريكية كاري، أمام مكتب قاضي التحقيق في نيابة مدينة دمشق، وخطيا عبر ورقة سلمتها للمحامي أثناء جلسة الاستجواب وطلبت منه تسليمها للسفارة الأمريكية، وعليه فإن العميد مخلوف الذي كان على تواصل مباشر مع بشار أثناء التحقيق معي، هو من أقر بعظمة لسانه ولي شخصيا بدعم وإرسال الدواعش للعراق». وفي أواخر 2006م، ألقت القوات الأمريكية في العراق القبض على مجموعة من الإيرانيين تبين لاحقاً أنهم ضباط وبعضهم يحمل جوازات سفر دبلوماسية، ووجد بحوزتهم وثائق خطيرة تثبت بالدليل القاطع ضلوع إيران في نشاطات إرهابية وارتباطها بميليشيات مسلحة شيعية، وجهادية سنية، وأن «فيلق القدس» على صلة بـ«فرق الموت» الشيعية، وقيادات في تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» وميليشيات «أنصار السنة». وقد رشح في هذا الشأن من جهات أمريكية باشرت التحقيق، بأنه «في حين كان الدعم الإيراني للميليشيات الشيعية يتصف بطابع العلنية، فإن دعمها لـ«الجهاديين والمتمردين السنة، يتم بشكل أكثر قتامة». وفي 2003م وجدت القوات الأميركية «مخطط قواعد» يكشف استراتيجيات إيرانية لدعم الطرفين الإرهابيين «الشيعي» و«السني» في العراق وسوريا. وغير ذلك الكثير.
عليه فمن خلال مثل هذه الحقائق التي تتكشف يوماً بعد يوم نستطيع بوضوح فهم ما تقوم به «داعش» وملحقاتها في سوريا والعراق لخدمة أجندة نظام الملالي في كلا البلدين.
اليوم؛ يعيد بشار استخدام السلاح الكيماوي لقتل المدنيين.
وفيما لا يخفى على المجتمع الدولي بأن ما يحدث للإنسان السوري من مجازر وحشية يومية يرتكبها الإرهاب في سوريا بشقيه المتكاملين «بشار الأسد» و«الدواعش» لن تكون آثاره حصراً فقط على الجغرافية السورية، والإنسان السوري.. بل سيتطاير شرره إلى الجميع.. وسيمتد إلى أوروبا وأميركا وغيرها من القارات.. وسينعكس ذلك على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في العالم أجمع.. وهو ما بدأت إرهاصاته تظهر فعلياً، ويلمسها الجميع؛ فإنه أيضا لا يخفى على المجتمع الدولي أن صورته ومصداقيته ومصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعلى رأسها الدول الخمس العظمى الدائمة العضوية يضعها مجرم الحرب «بشار الأسد» وحلفاؤه «الدواعش» على المحك..
إن من يعي فعلياً حقائق الأمور حول ما يجري في هذه المنطقة، يعلم تماماً بأنه لا يمكن إطلاقاً القضاء على «الإرهاب» الإسلاموي كـ«داعش» و«القاعدة» و«حزب الله» وغيرها؛ فيما لا يزال نظام الأسد في سدة الحكم، مواصلاً سخريته واستغفاله للمجتمع الدولي من خلال تقديم نفسه كما لو كان «المحارب للإرهاب» ليستمر في لعبته القذرة في استخدام وتوظيف الإرهاب، وهو النظام المثبت بالوثائق والأدلة مدى تورطه المباشر في دعم وتكوين التنظيمات والمجاميع الإرهابية «سنية» كانت أو «شيعية». ومن يعرف الشعب السوري حق المعرفة، ويستشعر ما قدمه من تضحيات غالية، وصمود ونضال حقيقي وعظيم طيلة السنوات الماضية؛ يعلم تماماً أنه لن يقبل على الإطلاق أن يبقى هذا الإرهابي السفاح ومجرم الحرب «بشار» ولا نظامه العميل لعمائم الرجعية والظلام والإرهاب في طهران. وأن كل ما يريده من المجتمع الدولي هو الصدق فقط.. ودعمه ومساندته في حربه الوجودية ضد الإرهاب.. وليعم السلام سوريا.
إلى اللقاء.