إيقاعٌ منضبط لحركة الجنود يتردد صداه في هواء نورمبيرج، إلى أن أمرهم ضابط العرض العسكري بالتوقف؛ ليتقدّم القائد ويمطر التاريخ برصاص كلمات الاستبداد والبطش والجبروت.
ما كان لذلك المشهد باللونين الأبيض والأسود أن نراه في عام 2016م لولا تلك الموثّقة المرئية التي توارت في زوايا ذلك الحشد العسكري الاحتفالي للحزب النازي عام 1934م, بعد أن منحها القائد كل شيء متاح في ذلك الوقت، حتى تكون دعاية سياسية لحزبه، ولكنها تحولت في وقت لاحق إلى وثائق مرئية في صفحات الذاكرة التاريخية المرئية للذاكرة الإنسانية المتراكمة بالخير والشر ومتاحة لأخذ العظة والعبرة منها, وتؤثر في الذاكرة السينمائية التي استلهم منها شابلن بعض مشاهد أهم أعماله: الديكتاتور العظيم.
علاقتها الوثيقة بالزعيم النازي جعلتها في ضوء الإشاعات لكنها أكدت أهميتها التاريخية: «يسألونني مرارا عما إذا كانت هناك أي علاقة رومانسية بهتلر: «هل أنت صديقة هتلر؟ «أضحك كثيرا وأجيبهم في كل مرة بنفس الإجابة: كلا، تلك إشاعات كاذبة إنني أصنع الوثائق لأجله».
إمضاء المخرجة الألمانية ليني ريفنستال (1902م-2003م): وقعت على تذكار هتلر المرئي..!
- حمد الدريهم