عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة قد لا يصدق العقل مطلقاً ما تراه العين عندما تشاهد الفريق النصراوي في وضعه الحالي وهوانه وضعف أداء لاعبيه وغياب الروح والقتالية، وفي كل لقاء تشاهدهم وكأنهم مجبرون على اللعب من خلال ما يؤدونه داخل الملعب من مستوى متواضع وغير مقبول، وتدرك عندما تشاهد اللاعبين أن هناك مشاكل وليست مشكلة وكلها منعكسة وواضحة للعيان، وهذا كان متوقعا، وتمت الإشارة إليه والتحذير منه منذ أن بدأت مؤشرات مضايقة المدرب المميز (العبقري) زوران.
لقد أخطأت الإدارة كثيرا بإبعادها عناصر التفوق والنجاح من أجل استمرار عناصر الفشل والخسائر.. لقد رحل أو رُحّل من كان متميزا في كل شيء، رحل من صنع فريقا بروح متميزة وانضباطا مميزا وأداء راقيا وممتعا، وفتح المجال للوجوه الشابة ومنحهم فرصة المشاركة مما جعلهم إضافة في خارطة الفريق، واستطاع في كل لقاء أن يفاجئ منافسيه بأسلوب وخطط مختلفة حتى أصبح الفريق الذي لا يقهر وأصبح يتجاوز الفريق الكبير قبل الصغير، كسر عقده الفريق الأهلاوي المزمنة واستمر في تجاوز الاتحاد الموسمي، وفاز بغياب بعض العناصر على الهلال الأفضل، وتعادل بصافرة ظالمة أمام الشباب كما العادة وفي كل لقاء تستمتع بما تشاهده، واللاعبون يمتعون ويستمتعون وفي كل مرة يعبرون عن فرحهم بطريقة خاصة لمدربهم الذي أحبهم وأحبوه، ولكن لأن عناصر الفشل دب اليأس لديها في العودة إلى ماضيها في ممارسة العنجهية والفوضى بعدما قطعها بل بترها المدرب العبقري عملوا على مضايقته والتدخل في عمله ومحاولة تشكيل تكتلات ضده، وأوهموا الرأي العام انه يريد الرحيل وسربوا معلومات انه تفاوض من خلف ظهورهم، ولكن كل هذا لم يحدث، فكل ما حصل باختصار يتجرعه المدرج والمحب النصراوي، وهذا كله نتيجة الممارسات والعمل غير المسؤول، وسيكون القادم أسوأ وأمر وستعود الأيام العجاف فلا مدرب ولا لاعبين مرتاحين ولا حقوق مصروفة، والديون تزداد والإدارة أثبتت للمرة الألف فشلها، فماذا بقي لديك يا نصر؟! الله عليك كم كنت كبيرا وتهاويت إلى عالم المجهول.
استقالة الإدارة حالياً هروب
نعم نتفق جميعا أن الإدارة النصراوية تسجل فشلاً ذريعاً للموسم الثاني على التوالي، وقد طالبنا سابقا باستقالتها وإعطاء الفرصة لأشخاص آخرين ودماء جديدة لتنتشل النادي وتعدل بعض الأمور وتوقف سطوة بعض الأشخاص وتفردهم بالقرار داخل البيت الأصفر، ولكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي حتى فات الوقت وتبخرت الأماني والأحلام وذهبت الوعود الوهمية وأصبح النادي بكامله كتلة من المعوقات والمشاكل والصراعات الداخلية ناهيك عن المشاكل المالية وكمية المطالبات الخارجية والشكاوى الداخلية، فماذا سيقدم رحيل الإدارة إن حدث؟.. يجب ألا ترحل في هذا الوضع، والمسؤولية تقع على عاتق هيئة الرياضة في عدم قبول الاستقالة إلا بعد حل جميع المشاكل والمديونيات التي تسببت بها الإدارة وحل مشكلة عقود اللاعبين ومستحقات العاملين، أما إن حدث وقدمت هذه الإدارة استقالتها وتم قبولها فمن سيقبل برئاسة النادي؟ من سيأتي ليتصدى لأكثر من 300 مليون ريال؟.. إن من سيأتي عليه أن يدرك أنه سينام في أروقة الفيفا لمدة طويلة لحل المشاكل المتراكمة والمعقدة في محاكم سويسرا الرياضية قبل أن يعود ليجد ويصطدم بكمية الشكاوي والدعاوي الداخلية في أروقة المحاكم السعودية، فماذا ينفع أن ترحل إدارة الفشل بعد كل هذه الكوارث والمشاكل والصراعات والانقسامات والخسائر التي تسببت بها سواء من البطولات أو خسائر في مغادرة رجالات النصر الأوفياء؟!، يجب ألا ترحل هذه الإدارة بكاملها إلا بعدما توفي بالتزاماتها وإعطاء الناس حقوقها وحل المشاكل المالية بعد ذلك تغادر غير مأسوف عليها.
نقاط للتأمل:
- خسارة السبت الماضي عادية وغير مستغربة وكانت متوقعة ولكن الغريبة القناعة لدى الشارع النصراوي بما حدث وكأني بالمدرج يقول: خلاص من حبكم يا زين عزلنا، لم يعد للمشجع النصراوي رغبة في الحديث عن فريقه فقد طفح بهم الكيل وأصابهم الملل، وقد تكون المرة الأولى التي يحدث أن المدرج الأصفر يستسلم بعدما حطمت هذه الإدارة كل أحلامه داخل الملعب وخارجه وبعدما لطخت سمعة النادي بكثرة المشاكل الداخلية والخارجية على حد سواء.
- تصريح اللاعب أبو مايكروفون بعد المباراة الذي فشل في هز شباك المنافس فوضع كل قوته على أحد ماكات الملعب يدل على أن الشق أكبر من الرقعة، ومن يتمعن في التصريح جيدا يعرف حجم المشاكل داخل البيت والصراعات الداخلية المؤلمة بين اللاعبين الذين لم يعودوا على قلب واحد منذ رحيل الداهية زوران، وهذا كله نتيجة نفوذ وسيطرة الطرف الواحد الذي يقف خلف كل هذه المشاكل بمباركة من الإدارة الفاشلة.
- في تصريح متلفز وموثق أكد الرئيس انه سيغادر النادي والمستحقات (زيرو) لا له ولا عليه، واليوم الديون تجاوزت 300 مليون ريال ومرشحة للزيادة ويبحثون عن رئيس جديد، وهذا أحد أسباب عدم تقدم أي شخص في الصيف الماضي عندما أعلن الرئيس استقالته الشكلية وعودته مرة أخرى يدل على أن الاستقالة كانت جس نبض للشارع فقط، واليوم من سيقبل بأن يتولى زمام الأمور والنادي يمر بأسوأ حالاته على مدى التاريخ من تشتت وصراعات غير مسبوقة، وإذا ما استمر الوضع فأتوقع أن ينهار النادي بكامله ويصبح من الأندية المتهالكة والمهجورة، وهذا ليس ببعيد عطفاً على ما تشاهده العين وتسمع به كل يوم من أحداث والله المستعان.
- يعود قطار الدوري من جديد وسيكون هناك لقاءات مثيرة وصراعات كثيرة ومنافسات قوية خاصة لأندية المؤخرة وصراع الهبوط، أما في المقدمة فقد اتضح أن الهلال البطل ولم يعد له منافس في ظل تراجع مستوى الوصيف النصر ومشاكل الاتحاد وعدم استقرار الأهلي وابتعاد الشباب مبكراً، ولكن المباريات القادمة ستكون فقط لتحديد المراكز وأتوقع أن يكون هناك تغير في المراكز المتقدمة بعد المتصدر والأيام القادمة ستؤكد ذلك.
خاتمة:
لو شلت هم ما يشيله جبل طي
حذراك لا تبدي على الناس سرك
من قال لك وش فيك قل له ولا شي
ومن قال كيف الحال قله يسرك
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.