بعد إبحاري في مجال العمل الخيري في منطقة القصيم والحوار مع جهات وأفراد كثر ذوي خبرة واهتمام في هذا المجال، أبشر جميع محبي العمل الخيري سواء داعمين أو جهات رقابية أو عاملين فيه أو مستفيدين منه ومحبين أن القادم أروع، ولثقتنا بتوجهات سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن مشعل الداعمة للعمل الخيري، أجزم أنه سيكون ذا ريادية ويتضاعف حجم موارده المالية والبشرية وترتفع مؤشرات التنظيم ليكون بصورة عالية الجودة تحد من الاجتهاد الخاطئ وتئد العشوائية تمامًا، وواثق أن أهل القصيم سيجعلون عنوان العمل الخيري أنموذجًا في المملكة وخارجها وعندها ستكون مؤسساتنا الخيرية والوقفية وتجارب الجهات الخيرية بيت خبرة للجميع. ووطننا المملكة العربية السعودية رائد العمل الخيري والإنساني في العالم، ولذا لم اتفاجأ أن تكون نسبة 58 في المائة من المشاركين في مؤتمر الإبداع التقني الخيري بدولة البحرين الشقيقة من هذا الوطن الغالي، وهذا بفضل الله ثم نتاج توجهات قيادتنا وغرس قيمنا ومبادئنا الإسلامية. والسعوديون ثاني أكثر شعوب الأرض عاطفة ومحبة للآخرين بعد الإكوادور حسب دراسة علمية شملت 104 آلاف شخص في 63 دولة على مستوى العالم.
في يوم الاثنين الموافق 2-1-1438هـ كان عرس للجهات الخيرية بالمنطقة ولقاء أهل الطموح من المهتمين والعاملين بالمجال الخيري بحضور ورشة العمل التي أعدتها مؤسسة الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية بالقصيم، وتشرفت بالمشاركة التي جلبت لي السرور لأسباب عدة أذكر منها:
1- تدشين أمير منطقة القصيم لمشروع حوكمة البيئة الإدارية والمالية للجمعيات الأهلية وأخذ المنطقة لزمام المبادرة بحضور وفد وزارة العمل والتنمية الاجتماعية برئاسة وكيل وزارة الدكتور سالم الديني.
2- لمشاركة وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والدكتور سمير العتيبي الوكيل المساعد بالوزارة والاستاذ علي العرف المشرف على الإدارة التنموية للجمعيات واللجان، ومدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالقصيم الدكتور إبراهيم الضبيب ومساعده الاستاذ خالد المنصور، استشعارًا لأهمية هذه الورش وهذا التوجه، وتقديرًا للمؤسسة.
3- لتقديم الدكتور الديني بكلمته القصيرة والمهمة جدًا رؤية الوزارة وخطواتها القريبة ومعلومات حجم الدعم غير الحكومي الضخم للمؤسسات الخيرية.
4- إشارة وكيل الوزارة إلى وجود برامج ومنها الحوكمة والتوظيف وغيرها لمساندة رقي العمل الخيري.
5- إن المؤسسات الخيرية والوقفية المانحة للدعم المالي تتزايد عددًا ونوعًا ومن أبرزها مؤسسة سليمان الراجحي ومؤسسة الشيخ محمد المحيسني ومؤسسة عبدالعزيز العوهلي ومؤسسة سعد السبيعي ومؤسسة الأبواب المفتوحة وغيرها كثير بفضل الله ثم سخاء وعطاء إخواننا وبإذن الله تفتتح بالمنطقة فروع لتلك المؤسسات التي تدعم هنا بلا مقر رئيس.
6- العرض المرئي الذي قدمته اللجنة المنظمة أبرز وبطلاقة غير معهودة كل أرقام الآراء التي تخالف الرؤية الكاملة لما رسمته سياسة المنح بالمؤسسة. وهذا يحسب للمؤسسة والقائمين عليها ومؤشر صدق وبحث حقيقي عن دعم وضبط العمل الخيري وتبسيط إجراءاته.
7- رغم المرونة التي أظهرتها المؤسسة في التعديلات الجديدة للأدلة وسياسات المنح، تم منح المشاركين الحرية العالية في طلب التعديل والترحيب بها.
8- إن مطوري العمل الخيري من أهله، وكان أغلبهم ممارس وينادي بالضبط وتأصيل العمل كنظام مؤسسي ومن أهم مؤشرات ذلك الرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية والخطط والسياسات واللوائح والمشروعات النوعية (الريادية) والمحاسب القانوني.
9- إن منسقي الجهات الخيرية أظهروا رضى جيدًا وأكَّدوا أنهم استوعبوا كثيرًا من المتطلبات والآليات المتبعة ودعم تلك التعديلات التي رفعت مؤشر التبسيط.
01- إن العمل التطوعي بالقصيم يقوده أفراد مهتمون جدًا للتطوير المنضبط، واستوعبوا المعايير والشروط والضوابط وقدموا مرونة العمل، ومؤسسة سليمان الراجحي رائدة العمل الخيري عقدت الورشة بهدف أن تنفق أكثر وتبذل أكثر بتسهيل الإجراءات وتفهم كامل للمتطلبات.
11- أظهرت مسارات المنح الـ11 والأدلة الموضحة جمال العمل وعمقه وروعة منهجيته العلمية، ودعم ذلك الدكتور الديني بتأكيد عمله في المؤسسة وأنه عضو في بناء هذا العمل الشامخ الذي نحتاجه بقوة ونحتاج أمثاله.
21- أصبحت إدارة الأوقاف والوصايا أكثر تنظيمًا وتعمل بطريقة علمية وشفافة من خلال مركز الخير الباقي الذي ينشر ثقافتهما لإكمال تقنين هذا المجال المهم، وتم دعم ذلك بالعمل الصامت لمدة سنتين وشارك في بناء هوية المركز قرابة 25 خبيرًا ومهتمًا بالأوقاف والوصايا في منظومة متكاملة من مؤسسين وهيئة استشارية ومجلس إدارة ومستشارين لتحقيق الحلم الشامخ في تنظيم الأوقاف والوصايا، وزيادة حجمها وتبسيط ذلك على الراغبين من خلال رؤية طموحة ورسالة عميقة وأهداف استراتيجية واضحة وواقعية، وقد أعجبت جدًا بالحرص الكبير من قيادات المركز بتحقيق السرية العالية التي ينشدها أصحاب الوقف ومن ضمن ذلك خطوة كل العمل إلكترونيًا، ويهتم مركز الخير الباقي بعد توفيق الله بدعم للمؤسسات الخيرية بشكل دائم.
-13 سر الجميع بلا شك أن قامت الغرفة التجارية بالقصيم، بعقد ورشة عمل لدراسة وتقنين الأوقاف والوصايا وتكوين لجنة لها بالغرفة في بادرة ريادية تستحق الشكر واطلعت على استنساخها ومن ذلك في غرفة الشرقية.
-14 سررت إن وجدت حجم العاملين في العمل الخيري كبير وحماسهم وتطلعاتهم كبيرة وراقية وهناك من يحفر الصخر ليكون المنتج رياديًا والمستقبل بإذن الله منظومة عمل لا ترتبط بالأشخاص، ودعم المؤسسات الخيرية ماليًا وتطويريًا مكفول دائمًا بإذن واحد أحد.
-15 سررت لأن الجهات الخيرية ذات مستوى أعلى في المهنية عن ذي قبل وتعددت الكفاءات البشرية المميزة، وعلا طموح قيادييها وتفعيل المجالس واللجان ذو مؤشر جيد واكتمال منظومة فريق العمل يدعو للتفاؤل أكثر.
-16 سررت لأن الجهات التطوعية تعمل برؤية وذات رسالة محددة وتستوعب كل الأهداف الاستراتيجية بصورة جلية وواقعية وطموحة.
-17 يمطر الفرح والأنس قلب كل محب للخير أن القائمين على العمل الخيري (مانحين وداعمين، أفراد ومؤسسات - مطورين - عاملين - ......) تتجه بوصلة عملهم الخيري نحو ريادية البرامج والمشروعات.
81- عندما تجد أن هناك تحفيزًا عاليًا وترحيبًا كبيرًا للمشروعات المستقلة التي تولد من رحم مشروع ناضج التي تمثل تناغم مع متطلبات مجتمعية جديدة وتؤكد أن الذاتية تتقازم في العمل الخيري وهكذا يجب أن يكون. لأن الهدف واحد وحب الخير هو العنوان الحقيقي وتمتد سعادة كل مسلم به.
91- وجود جمعية تطوير المهتمة بهذا المجال ومقرها مدينة بريدة وقيامها بدور لن يقيس آثاره الحقيقية إلا الدراسات العلمية ويكفي أثرها الرائع والعميق على صناعة الموارد البشرية المتميزة وتوليد فرق تطوعية.
02- التراجع الكبير لمستوى المركزية في أداء الجهات الخيرية وتسلط القيادات والقادم أجمل بهذا الاتجاه مع التحولات الإيجابية، والتطوير كنظام مؤسسي.
خلاصة ما سبق:
كل التطورات في مجال العمل الخيري والوقفي بالقصيم حفزت عقلي وجهدي لأسهم في الغرس والسقية في هذه البيئة الرائعة التي ينشد أهلها دعم الخير ونفع الناس وبإذن الله يحفز المقال من يعمل ومن يفكر ومن لم يعلم بحجم التَّميز وواثق مما رأيته وقرأته في حواراتي مع بعض قيادات العمل التطوعي أن الأمر لن يقف عند هذا النجاح والطموح وإنما ممتد وشامخ، وستتسارع الخطوات بإذن الله. وستترجم بشكل أعمق قيم المؤسسات والجهات التطوعية (الإخلاص - الشفافية - الأمانة - الجودة - الريادة - الصدق - ..إلخ).
أعرف أنني لست قادرًا على الكتابة عن كل تفاصيل هذا المجال ودهاليزه الذي هو شريان لسقيا المتطلبات الشرعية والوطنية والإنسانية، لكنها محاولة اجتهاد أزعم أنها تضيف دعمًا لهذه النقلات الثرية وتترجم بعض الإحساس الواجب نحو هذا الحراك الرائع، وهي تعبر عن استشراف مؤسستنا (الأفكار الذهبية) للواقع التي تسعى أن تسهم في رفع جودة الأداء وتتطلع للمستقبل والمشاركة الفاعلة لحوكمة البيئة الإدارية والمالية للمؤسسات والجهات الخيرية والوقفية وريادية الأفكار ونمذجة التجارب وتطوير الكفاءات البشرية بتحسين طرق الاختيار والتدريب والتوجيه والتوظيف بأساليب مميزة، وتعزيز التسويق للمشروعات والمنتجات الخيرية وفتح آفاق أخرى لتمويل الجهات وتعزيز مهارات الجهات في الحصول على المنح فضلاً عن أن (مؤسسة الأفكار الذهبية) قادرة بإذن الله على مساندة عمل المؤسسات المانحة من خلال تناغم العمل بينا وبين شركائنا في التطوير وهم مؤسسات وشركات متخصصة بيننا وبينهم مذكرات تعاون.. أهمها في المجالات (الجودة - الإعلام - التدريب - التخطيط الاستراتيجي - التوظيف). واستشعرنا الحاجة الماسة للتكامل كل مؤسسة حسب تخصصها ومهاراتها.
وواثق أن الفرح بهذا التطور الجميل للمجال الخيري والوقفي لن يحرمنا استشراف خطوات أقوى ورؤية أبعد.
مع التأكيد على الحاجة الملحة لإدراك أعلى لأهمية الموارد البشرية والبحث الدائم والقوي عن الكفاءات المتميزة بالتغيير الحقيقي لطرائق اختيار الكفاءات البشرية وتحفيزها وتقديرها، وأن الأصل تفوقها على أهمية الموارد المالية، ولذا يجب أن تراعي كثيرًا في تقييم موازنات المشروعات والبرامج والسعي لرفع سقف رواتب العاملين ومكافآتهم. لتنضج وتبدع وتستمر فضلاً عن العمل الجاد والمقنن لابتعاد القيادة العليا عن التنفيذ والتركيز على مهامها الرئيسة المستقبل والعلاقات الإنسانية.
في الختام
شكرًا لأمير المنطقة الذي جعل سقف طموحات الجميع من العمل الخيري ترتفع لشعورها بثقة الدعم وتأثير المساندة، وشكرًا للمؤسسات الخيرية وأصحاب الأوقاف وشكرًا لكل الجهات الخيرية وشكرًا لكل العاملين أيًا كان دور الفرد.
كل عام والعمل التطوعي بخير - كل عام ووطننا بألف خير..
- بريدة