د.خالد بن صالح المنيف
في صباح يوم غائم بهيج رافقت بنياتي لإيصالهم إلى المدرسة وأثناء الطريق جاذبتهم أطراف الحديث؛ فالحوار مع الصغيرات متعة لا تجارى، فمن خلالها أغوص إلى دواخلهم وأعرف همومهم وأقف كذلك على رغباتهم وهواياتهم!
كان محور حديث الصباح الجميل هو سؤال: لماذا لا يبتسم الناس لبعضهم؟ ولو فعلوا لاستفاد الكل من هذا السلوك الإنساني المتحضر!
فردت بنتي: ربما أن البعض يفسر هذه الابتسامة تفسيراً غير جيد؛ فيقرأ منها أنه طلباً لمصلحة أو استعطافاً لقضاء حاجة!
فقلت لها: إن من قوانين السعادة المهمة أن لا يلهث الإنسان على إرضاء الآخرين، وأن لا ينتظر منهم التصفيق أو الإعجاب أو حتى ملاحظة أي تغير إيجابي له!
فالكثير من البشر يضع الناس في حساباته يتحرك ويعمل وينجز إذا أعجبوا به وبمواهبه ويسقط وينكسر ويتراجع إذا ما انتقدوه أو تجاهلوه!
لماذا نضع حياتنا رهناً لمزاج الآخرين؟ لماذا نتنازل عن هواياتنا عن مبادئنا لكون الآخرين لا تعجبهم؟
بعض الرجال يصاب بإحباط شديد بعدما يعود من رحلة سفر مع عائلته أنفق فيها مالاً وجهداً فلم يجد الشكر الذي ينتظره من أسرته!
لماذا تقف بعض النساء عن التأنق والتجمل ولبس الحسن من الثياب وعدم العناية بشعرها وتعيش حالة من الرثاثة تحيل جمالها إلى قبح وتضيق على نفسها سعة الحياة فقط لأن الزوج لم ينتبه ولم يعلق على اللبس الجديد أو قصة الشعر الحديثة أو لونه المصبوغ!
وأقول لكل هؤلاء، لن تسعدوا بهذه التفكير، دعوا الناس جانباً، ولا تعكروا حياتكم بسببكم!
إن أعطيتم شيئاً فاعطوا أولاً لوجه الله وإن فعلتم شيئاً فافعلوه ثم لأنفسكم واستمتعوا أنتم به!
نجاحك أمر يخصك وتخصصك وشغفك أمر أنت الوحيد المعني به لذا لا علاقة للآخرين به!
لا تنتظر مباركة الآخرين ولا موافقتهم على قراراتك الخاصة فشغفك ومستقبلك هو شأن خاص بك أنت فقط!
إذا رافقت أسرتك في رحلة فخذ حقك من الرحلة استمتاعاً (ولا تجي على نفسك) بجعل كل الفعاليات خاصة بالأسرة، اجعل في الرحلة ما يناسبهم ويناسبك ولا تلغ احتياجاتك ورغباتك بل استمتع بكل التفاصيل وتخيل كأنما كانت الرحلة خاصة بك!
إذا لبستِ ملابسا فالبسيها لنفسك واستمتعي بلبس الجميل وافرحي بالتسريحة الجديدة وعيشي متعتها!
استنشقي العطر الذي وضعته وإن لم يلاحظه الزوج!
تلك لعبة الحياة وهذا سر سعادة خطير فيها!
البشر في طبعهم يجحدون ويغفلون ويتناسون ولا يقدرون لذا تفوتك المتع ولا تنس نفسك ولا تذهل عن الحياة بسبب هذه الطباع السيئة!
ومضة قلم
لتعش حياتك كما تحب أن تعيش ولتكن لنفسك ولتهتم بها، فأنت أكثرُ مَن يَستحقُها!