محمد المنيف
الفنان محمد الرباط غني عن التعريف في الوسط التشكيلي وعند من يتابع نشاطه ومن يقتني ابداعاته، فنان يتمتع بصفات الفنان الحقيقي خلقا وتعاملا وإبداعا له حظوة وتقدير من كل من يعرفه ممن تعامل معه في المجال التشكيلي او من زامله في العمل، أو ممن تلقى منه خبرة تشكيلية، وهذه هي نقطة الهدف الذي نعنيه اليوم في هذه الزاوية مع احتفاظنا بقدراته الفنية التي شكل منها أسلوبا خاصا يمكن اعتباره مدرسة تأثر بها الكيثر من التشكيليين الشباب.
نعم، إنها الخبرات التي لا تقاس بالعمر بقدر ما تأتي بالممارسة المستمرة للعمل الفني واكتشاف أسراره وخباياه وعسفه كما تعسف الخيل الجامحة، هذه الخبرات يراها البعض إنها من ممتلكاته لا يقبل أن يتلقاها غيره او يكتشفها خوفا من تقليدها، وقد يكون مع هؤلاء شيء من حقيقة علينا قبولها إذا كان المقلد جاهل في أسس تلك التجربة اخذا اخر ما وصل اليه المجرب، وهنا أذكر موقفا لفنان معروف يعد من رواد تأسيس الفن التشكيلي وصاحب فكر فني وتقنيات متجددة وقدرات احترافية جعلته في صدارة هذا الفن، كان يقوم بتجربة من تجاربه فوجئ أن أحد زملائه الذين زارو مرسمه قد التقط قشور التجربة، وليس اللب وقام بتقليدها وهي عادة درج عليها ذلك الفنان المقلد يعد نفسه من الرواد مع ان في العديد من لوحاته ملامح من أسلوب الفنان التونسي نجا مهداوي، فما كان من الفنان (صاحب التجربة الأصل) إلا إلغاء تجربته كونها احترقت بتعدي زميله عليها.
اما الآخر، فكان زميلا لنا أيام دراستنا في معهد التربية الفنية كان يبحث عن الإمكان البعيدة عن الانظار ومنها ( دورة المياه) لينفذ أعماله فيها خوفا من أن يتعلم أي منا طريقته.
أعود للفنان محمد الرباط الفنان الكريم الذي لا يتردد في تعليم الناشئة من خبراته ويهديها أيضا عبر اليوتيوب بكل اريحية وثقة واعتزاز بها كرما لا ينقطع من فنان كريم.