د.عائض محمد آل ربيع
كنت في إجازة قصيرة لإحدى الدول الخليجية، والتقيت بأحد الإيرانيين في محل لبيع المكسرات، وتبادلنا أطراف الحديث وكان يشتكي من عدم الموافقة على حصوله على تأشيرة لكثير من الدول والسبب كما يقول النظرة المسبقة والانطباع المتصور عن الحكومة الإيرانية وسمعتها السيئة في العالم وتسببها بمشاكل لكثير من الدول، والخوف من دخول عناصر إرهابية مرتبطة بها، علاوة على تدخلها في الشؤون الداخلية للدول، وارتباطها بعلاقات مع منشقين ومعارضين ودعهم بالمال، وتهريب الأسلحة والمخدرات وهو ما انعكس علينا نحن المواطنين العاديين، وقال أنتم الخليجيون تستطيعون الدخول لمعظم دول العالم؛ بل وكثير من الدول لا تحتاجون للحصول على تأشيرة بل تذهبون للمطار مباشرة، وأضاف صديقي الإيراني المشكلة لا تقف عند هذا الحد فأنا إن حصلت على تأشيرة لدخول دولة ما فالمشكلة تستمر أيضاً حتى في المطارات فنتعرض لتفتيش مضاعف وتأخير وأحياناً تحقيق ومراقبة.
بعد أن خرجت من المحل تذكرت ما يلقاه مواطنو دول الخليج العربي من ترحاب في معظم دول العالم؛ بل وفي بعض الأحيان تبادر الدول بتسهيل الحصول على الفيزا أو حتى السماح بدخول أراضيها دون تأشيرة، نذكر أنه قبل فترة سمحت أوروبا للإماراتيين لدخول 34 دولة دون تأشيرة «شنغن»، وكذلك سمحت بريطانيا لعمان وقطر والامارات والكويت بدخول أراضيها دون تأشيرة، كما أن السعوديين يستطيعون دخول ما يقرب من 75 دولة في العالم دون تأشيرة، وكذا البحرين التي جاءت رابعة على مستوى دول الخليج في مؤشر قوة جوازها ويمكنهم دخول 61 دولة دون شرط الحصول على تأشيرة الدخول، وحتى بعد مجيء الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب - المثير للجدل - وما فرضه من قيود مشددة على دخول المسلمين للولايات المتحدة وأثار البعض دخول المواطنين السعوديين كان الواقع يفرض نفسه وكان الرد من قبل وزير الأمن الداخلي الأمريكي بأن السعودية لديها قوات أمنية مهنية، وأجهزة استخباراتية موثوقة، ويمكنها التأكد من هوية القادمين لأمريكا.
وفي المقابل جاء الجواز الإيراني حسب مؤشر عام 2017 في مرتبة متدنية ويعد من أضعف جوازات العالم، ولا يليها في الترتيب إلا جوازات دول مثل الصومال، وسوريا، والعراق، وأفغانستان، وللأسف كان لإيران أيضاً دور في وصول هذه الدول وشعوبها إلى هذه المكانة.
في الختام عسى أن يستفيد من هذه الأمثلة الواقعية بعض مواطني دول الخليج- وخاصة البحرين- ممن لا تزال تخدعهم الشعارات الإيرانية الزائفة التي لم تعد على الشعب الإيراني المظلوم سوى بالانطباع السيئ، ولم يجن من تصرفات حكومته سوى المعاملة السيئة التي يواجهها في سفارات العالم ومطاراته، وأصبح كثير منهم في موضع الشك والريبة مع أن معظمهم ليس لهم علاقة بتصرفات حكومتهم بل يريدون السفر لزيارة أقاربهم والبعض منهم على مستوى عال من التعليم في الهندسة والطب وغيرها، ولم يجد فرصة للعمل في إيران ويريد تحسين وضعه المعيشي أو ربما للسياحة، ونذكر أنه قبل ثورة الخميني كان الإيرانيون مرحبا بهم في جميع دول العالم فمدينة مثل لوس انجلوس الأمريكية كانت تغص بالإيرانيين حتى أنهم كانوا يتندرون ويطلقون عليها «تهرانجلوس « و»إيرانجلوس « كان الله في عون الشعب الإيراني وهل من متعظ؟