خالد الربيعان
الشاعر المتفائل يقول:
منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى
وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
المعنى إن حدثت فكان خيرًا، وإن لم تحدث فقد عشت بها زمنًا جميلاً في أحلام اليقظة!
أنا مع هذا الشاعر؛ ففي قادم الأيام ستدخل الرياضة السعودية منعطفًا أكثر احترافية بتخصيص الأندية، وفي كل الأحوال أنا متفائل لأن أي شيء أفضل من الأوضاع الحالية!
* الدوري الإسباني بين فريقَيْن، هما مدريد وبرشلونة، والإيطالي بين يوفنتوس وفريق آخر! والألماني بين دورتموند وبايرن، والاسكتلندي يحتكره سلتيك لـ6 مواسم! قليلاً ما نرى دوريًّا بين 6 فرق و7 مثل البريمرليج! هذا هو دوري جميل! أتمنى في زمن الخصخصة أن يعرف العالم هذه الحقيقة عبر إعلام رياضي محترف!
* في متجر برشلونة أكثر من 3000 منتج تحمل علامة النادي، من أول دبابيس المكتب حتى ملابس المواليد! أتمنى في عهد الخصخصة أن تخرج متاجر الأندية من مفهوم (محل يبيع تيشيرت) إلى مفهوم (علامة تجارية، لها ثقل مادي ومعنوي وتجاري!).
* ملعب النادي له معنى «جميل وعملاق». يقول مشجع مانشستر «مباراتنا في الأولد ترافورد»، مشجع ليفربول يذهب إلى الأنفيلد، ومشجعو توتنهام لهم: وايت هارت لين! أتمنى أن أسمع في قادم الأيام عبارات مثل «الجوهرة المشعة ملعبنا»، استاد الهلال الأولمبي، ملعب الاتحاد الدولي .. لِمَ لا!
* أتمنى ذهاب عهد إدارة الفرد الذي يعمل كل شيء! يجلس بجانب المدير الفني على الدكة، ويحضر تمارين اللاعبين، ويتعاقد بنفسه مع النجوم، ويسافر ليتابع قضايا النادي بالخارج!
* أتمنى اختفاء ديناصورات مجالس الإدارات، السيد «المستبد المستنير»، والسيد «المستقل الكبير»، و»القوي الخطير»، و»الاحترافي الخبير»!
* أتمنى أن نرى ناديًّا مؤسسيًّا، رئاسة محترفة لا نراها إلا في المناسبات، إدارة تسويق واستثمار، إدارة قانونية، إدارة صفقات وتعاقدات، إدارة للصحافة والإعلام!
* بنفيكا البرتغالي نادٍ في دوري مغمور أوروبيًّا، ورغم ذلك قناته شبكة في حد ذاتها، تعرض دوري الدولة والدوري الإنجليزي والألماني بشكل حصري، وباشتراك رمزي! أتمنى أن نرى قناة لكل نادٍ، تعرض حتى تاريخه ومبارياته القديمة! هل هذا صعب يا قوم لهذه الدرجة؟!
* مواقع الأندية ومنصات تواصلها الاجتماعي ثروة تؤمّن ثمن صفقة كل موسم على الأقل! ولكن هنا بعض الأندية الكبرى ليس لها موقع من الأساس! والأخرى إن وُجدت فهي لا تعمل! أتمنى أن نرى العكس في زمن التخصيص.
* أتمنى اختفاء (الديون السرطانية الأخطبوطية المتوحشة ذات الأنياب والمخالب)! وتحل محلها الديون التي في كل نادٍ طبيعي! (الديون الصغيرة اللطيفة الخفيفة على الجيب)!
* في قادم الأيام أتمنى ذهاب ظاهرة (المستحقات المتربصة في قضايا عند الفيفا)! يلعب النادي في 2017 ليجد نفسه هابطًا درجة ثانية بسبب قضية من أيام العصر المنتفخ!.. الإدارة ثم الإدارة!
* أتمنى رعاة وشركاء، إدارة تسويقًا بالأندية، لها قدرة «العفريت» على جلب الرعاة! لكي تغادرنا إلى الأبد «عجرفة» بعض الرعاة وتعاليهم وشروطهم! حتى قاربوا ليكونوا هم مُلاك النادي!
* أخيرًا أتمنى أن نرى إعلامًا رياضيًّا احترافيًّا حقيقيًّا، وزوال مصطلحات التهكم والتعصب، وأن يخرج الجميع في نهاية المباراة راضين مرضيين: لاعبين ومدربين.. وجماهير.. فالكرة للجماهير!