علي الصحن
لا فائدة من توجيه النصح لبعض اللاعبين المحترفين، الأيام فالتجارب أثبتت أنهم يهيمون في واد، وأن الاحتراف والالتزام بمبادئه في واد آخر.
مؤسف أن يحمل لاعب معولاً يحطم به موهبته، ومؤسف أن يتولى لاعب آخر كسر مجاديفه بيده، عشرات الصور التي تتكرر في ملاعبنا تؤكد أن البعض لا يستفيد من تجربة غيره ولا من ما يمر به هو من تجارب ودروس، ولا من حلم إدارة ناديه، وأن دونه والالتزام خرط القتاد.
لاعبون موهبون كانت لهم شنة ورنة في ملاعب كرة القدم، ظن الجميع أنهم سيكتبون بين دفتي الإبداع سطوراً لا يمحوها التاريخ، لكنهم خالفوا ذلك وضنوا على مواهبهم بما تستحق فذابوا في بحر النسيان، وأين هم اليوم بعد أن كانوا على كل لسان.
مقابل ذلك كله يقدم محمد الشلهوب نفسه كنموذج حي يستحق أن يكون قدوة لكل لاعب يمارس كرة القدم، أكثر من خمسة وعشرون عاما وهو يستمتع بكرة القدم ويمتع الآخرين بها، أكثر من خمسة وعشرون عاماً وهو يضرب الأمثلة في الالتزام، والمحافظة على حقوق ناديه قبل حقوقه، أكثر من ربع قرن وهو يحطم أرقامه بنفسه، أكثر من ربع قرن وهو يقدم الصورة الحقيقة لابن النادي دون أن يساوم أو يبتز يتبرم أو يخلق مشكلة أو يثير حنق أحد، أو يحاول لي ذراع أحد.
في أول مواسم الشلهوب مع الفريق الأول وهو ابن الـ19 كان يضع أول بصمة له بهدف في نهائي البطولة العربية في مرمى النصر، هدف لا يبرح الذاكرة في قيمته وتوقيته ومناسبته، بعده توالت أرقام الموهوب، حتى أصبح أيقونة لكل لاعب يريد النجاح، وملهما لشاب يريد أن يصنع من كرة القدم قصة مجد.
مر الشلهوب بعدة مواقف لو مر بها غيره لألقى عصاه وغابت شمسه مبكرا، لكنه في كل مرة كان يتجاوزها بسلاحيه اللذين ما انفك يبارز بها الجميع (الصبر والثقة بالنفس) فتعود سيرته الأولى في مقدمة الركب.. ومحققا الصعب.
لا يتبرم الموهوب من الجلوس على كنبة الاحتياط، ولا يغضب لأن غيره يحمل شارة القيادة التي يرى كثيرون أنه الأحق بها، ولا يتأخر عن تجديد عقده مع النادي دون قيد أو شرط كما يفعل غيره، ثم يخرج للدندنة على أوتار ابن النادي واحترام الجماهير، لا يذكر أنه تسبب في مشكلة أو كان طرفاً في نزاع أو نشر غسيل، ظل محمد الشلهوب بعد كل هذا التاريخ هو محمد الشلهوب الذي دخل نادي الهلال قبل ربع قرن مغلفا بوقار وهيبة وحياء يندر أن توجد في لاعب هذه الأيام.
يلعب محمد الشلهوب عشر دقائق، فيفعل ما يعجز عنه غيره تسعين دقيقة، فهو لا يتعامل مع كرة القدم كألغاز ومعادلات واختراع.. بل يطوعها بين قدميه كعشق فتبادله العشق، ثم تنساب إلى حيث يريد، بلا كلفة أو بحث عن خرم إبرة وأمامه الملعب الفسيح.
نغاضب الموهوب أحياناً، بنصف القلب، وربما طالبه كثيرون بأن يترك الميدان، لكنه يترك الميدان نفسه يرد على الجميع، ويقول عليه إنه لاعب مختلف، وما يقال عن غيره لا يمكن أن ينطبق عليه، وأقول نغاضبه بنصف أما النصف الآخر فيظل محتفظاً بقيمة وقامة لاعب يندر أن يجود الزمان بمثله.
فبل شهر تقريبا قابلت محمد الشلهوب، كان وما يزال بعد هذه السيرة الخالدة بحيائه وابتسامته وتواضعه مع الجميع، وبينهم صغار وفتية يريدون الحديث معه والتقاط صورة تذكارية مع التاريخ الذي يجسده على هيئة رجل.
أعود إلى حيث بدأت وأقول: (لا فائدة من توجيه النصح لبعض اللاعبين المحترفين، الأيام والتجارب أثبتت أنهم يهيمون في واد، وأن الاحتراف والالتزام في واد آخر) وهؤلاء يكفي أن يشاهدو الشلهوب، ولعلهم يستفيدون.
مراحل.. مراحل
- كان الحكم المحلي ذريعتهم ومبررهم لتفوق الهلال، لكن الميدان رد عليهم بكل صافرة.
- المباراة الوحيدة التي فاز بها النصر على الهلال كانت بصافرة محلية!
- يغيب من يغيب ويحضر الهلال!!
- ديربي من باب واحد.. هذي جديدة في عالم كرة القدم!!
- كان الله في عون الاتحاد والاتحاديين، ما يحدث في عميد النوادي أمر مؤلم حقا.
- الفرصة متاحة أمام الفيصلي والتعاون لتحقيق إنجاز تاريخي عندما يقابلان الهلال والأهلي في نصف نهائي كأس الملك.
- فشل مدربا.. وفشل محللا.. وفشل في المشاركة في حوار ثري ومفيد!!.
- لقاء الهلال والرائد صعب على الهلال في طريق تأكيد الصدارة، وتجاوزه يعني أن التتويج سيكون مسألة وقت فقط.
- في الديربي فشل معلق المباراة لأنه على ما يبدو كان يعلق في الاستديو لذا فاته الكثير من اللقطات وأخفق في المتابعة الحية للمقابلة، وأصبح يعلق على ما يظهر في الشاشة فقط.. لذا أصبح هو والمشاهد في قالب واحد.
- من مميزات مدرب الهلال أنه يدافع عن فريق عمله ولاعبيه أمام الرأي العام، ويترك الحساب في الغرف المغلقة، وأعتقد أن حديثه عن مهاجمه ليو أقرب مثال على ذلك.
- بعض كتاب الرأي الاجتماعي عادوا للحديث عن الكشتات وسموم الأفاعي وأسعار الطماطم وغلاء تذاكر الطيران ونصاب المعلم من الحصص، بعد أن عاد فريقهم إلى واقعه، ولكن بعد ماذا؟؟ بعد أن ظهروا بصورة مخجلة أمام الجميع.