«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
جاء الربيع وجاءت معه العطلة المدرسية التي عادة يشعر بها ويسعد بها أكثر الذين ينتمون للتعليم من مديرين ومدرسين وطلاب، وبالتالي يغبطهم ملايين الموظفين في القطاعين العام والخاص كونهم لا يتمتعون مثلهم بهذه الإجازة التي تعتبر ميزة يحصل عليها منسوبو التعليم بنين وبنات! ومع هذا تشهد العديد من الإدارات الحكومية والشركات والمؤسسات طلب إجازات اضطرارية من الموظفين وحتى الموظفات ليتاح لهم استغلال إجازة أبنائهم وبناتهم وقضاء أوقات طيبة معهم وحتى السفر برفقتهم داخل المملكة أو خارجها، وهكذا يقبل علينا الربيع بجوه اللطيف وطقسه الدافئ الذي يرفس (بحرارته) برد الشتاء القارس وتظهر حياة جديدة في ربوع الوطن خصوصاً بعد نزول الأمطار فتورق النباتات وتزهر الزهور وتنتشر شجيرات الصحراء، لتظهر طبيعة بلادنا متجددة في الربيع بصورة رائعة وجميلة ببركة الله ثم بفضل الأجواء الربيعية التي تشد إليها الناظرين وحتى عشاق المخيمات، وما أكثرهم هذه الأيام تكاد تجدهم في مختلف مناطقنا ومحافظاتنا في الصحراء والوديان والمنتجات وحتى في الشواطئ والمزارع والبساتين.. والذي تتاح له الفرصة لزيارة المزارع والبساتين وحتى الحدائق الوارفة الظلال يكتشف شيئاً هو ذلك النشاط الذي يتضاعف بصورة لافتة هذه الأيام إنها أصوات وتغريدات الطيور التي تصدح بشدوها البلبلي وتغريدها العصفوري بمختلف الأنغام العذبة التي تأسر القلوب. مما يزيد الأجواء في هذه الأماكن جمالاً وروعة ويشعر من فيها بسعادة وبهجة.. ولقد فسر بعض علماء الطيور إلى أن هذه الأصوات والتغريدات التي تشدو في هذه الأماكن في هذا الفصل، ما هي إلا نتيجة لظاهرة التزاوج والغزل فلقد أثار قدوم الربيع في هذه المخلوقات وداخل أجسامها ونفوسها تلك الغريزة التي أوجدها الخالق عزَّ وجلَّ داخل جميع مخلوقاته سبحانه وتعالى!
وكم هو جميل أن يعيش المواطن والمقيم أيام الربيع وهو يشاهد في بعض مدننا الكثير من الفعاليات والمهرجانات التي تستقطبهم من خلال فعالياتها ونشاطاتها وما تقدمه من برامج متنوعة، وعروض مختلفة ومشوقة.. فهنا مهرجانات للإبل وهناك تنافس محموم لتقديم عروض تجارية وتنزيلات تصل إلى 50 % على المعروضات، بل راحت بعض الأسواق الكبرى من مولات، ومراكز تجارية شهيرة تشارك في تقديم برامج خاصة بعطلة الربيع وتشجيع الجميع على التردد على أسواقهم والاستمتاع بما يتضمن ذلك من برامج وعروض خاصة بالأسر والأطفال، واللافت للنظر أن أمانات المدن والبلديات قامت ومنذ فترة بزراعة الورود والزهو الموسمية المناسبة لأجواء الربيع, فباتت شوارعنا وأرصفتنا أكثر إشراقاً بهذه الزهور المتنوّعة، بل هناك من قام بعمل سجادة بمساحة كبيرة من شتلات الزهور مما أبهج وأسعد كل من شاهدها، وماذا بعد حراك المهرجانات والفعاليات خلال إجازة الربيع حراك ونشاط مطلوب ومحمود يساهم في توفير مجالات للترفيه والتسلية لملايين المواطنين والمقيمين، وتقلّل من تسرّبهم للسفر للدول المجاورة وغيرها بحثاً عن ترفيه ومتع بريئة تسعدهم.