د. خيرية السقاف
بمثل بساطة الحياة وانسيابها كيف كانت..
بمثل ما كان جرس الساعة في مفرق الصبح يوقظ المشفقين..
بمثل ما كان الماء في الصيف يرش على السطوح المختلفة..
بمثل ما كان للبيوت في طبقاتها العالية «خوارج» للسهرة, والنوم, والترويح..
بمثل ما كانت نساء البيوت, والجيران يتبادلن الأطباق وإن شحّت..
بمثل ما كان الرجال يتهندمون بالثياب المنشاة وإن قلّت..
بمثل ما كانوا يجالسون الصحب عند مداخل البيوت وإن كثروا..
بمثل ما كان الصيف الحارق لا يلهب الأعصاب وإن أحرق..
بمثل ما كان الجمر رهين الشتاء وإن ترمد..
بمثل ما كان «الزير» نبع السقيا وإن توحَّد..
بمثل ما كانت ألواح الخشب مآل العجين للأفران, والأرغفة للأفواه وإن ندرت..
بمثل ما كان الرضا في النفوس وإن ضاقت..
بمثل ما كانت القلة كفاية وإن انحسرت..
بمثل ما كانت الكثرة تنبيهاً وإن أبهجت..
بمثل ما فرغت الكفوف من الندى والماء فائضا..
بمثل ذلك اختلفت الاتجاهات والمتاهات تنوَّعت
تعقدت الحياة بكثيرها, تعسر انسيابها بأكماتها..
مثلما صارت, صارت !!..