د. عبدالرحمن الشلاش
سعدت بالدعوة الكريمة التي تلقيتها من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية للمشاركة بورقة عمل في الملتقى العلمي الذي تنظمه الجامعة تحت عنوان عريض هو «دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب» وذلك يوم الثلاثاء القادم 14-7-1438 ولمدة يومين.
سر سعادتي بالدعوة أنها جاءت من جامعة عربية عريقة لها دورها المميز عبر السنوات الماضية وإلى اليوم ولها مكانتها الكبيرة وبالتالي فإن ثقة الجامعة عظيمة في نفسي وفي نفوس كل المشاركين من الزملاء من أساتذة الجامعات السعودية والعربية.
الأمر الآخر أنها تحمل اسما غاليا في قلوبنا نحن السعوديين وهو اسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله. أما السبب الثالث فيعود إلى أهمية الموضوع واهتمامي الخاص به ,فالجامعات تحتضن أكبر نسبة من الشباب ودورها في الوقاية من الإرهاب على درجة كبيرة من الأهمية خاصة وأن عقول الشباب في هذه السن المبكرة عرضة للاختطاف من الجماعات الإرهابية وبالتالي فإن تناول هذه الموضوع يكتسب من الأهمية ما يجعل البحث فيه وتداول الرأي حوله باستمرار ودون توقف ضرورة حتى يوضع الإطار الكفيل بتوفير الوقاية الناجعة.
لعلي رأيت في موضوع دور الجامعات في نشر الفكر المعتدل وهو عنوان ورقتي البحثية أكثر مناسبة مع عنوان الملتقى العلمي, فنشر الفكر المعتدل ليس على مستوى الجامعات وحسب وإنما على مستوى كافة المؤسسات المجتمعية أفضل وسيلة لوقاية الشباب من شبح الإرهاب وتوفير التحصين الفكري وتعميق الفهم المتوازن للحياة, وبناء الاتجاهات الإيجابية نحو الوطن والدولة والمجتمع والأفراد, وتدريب الطلاب على المهارات الحياتية وطرق التعامل والمرونة واستيعاب المتغيرات والمستجدات والتعامل مع الآخرين انطلاقا من مبدأ الكرامة الإنسانية, والتعامل مع الآخرين بالاحترام مهما كانت دياناتهم أو مذاهبهم.
الفكر المعتدل في الدين الإسلامي يمثل الوسطية وهي الاعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف, وهي تحر متواصل للصواب في التوجهات والاختيارات, فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والانحلال بل هي منهج فكري وموقف أخلاقي وسلوكي كما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ .
لنشر الفكر المعتدل وسائله وأساليبه التي لا تخفى على المتخصصين لكن المحزن أنني صدمت أثناء استعراضي لنتائج بعض الدراسات السابقة بضعف دور الجامعات في نشر الفكر المعتدل وتحقيق الأمن الفكري, وأن علاقة عضو هيئة التدريس بطلابه منحصرة في الجانب المعرفي, وأن الثغرات التي تستوجب الإصلاح كثيرة وهو ما يعني أن الموضوع يحتاج لكثير من العمل حتى يوضع الإطار السليم وفق رؤية مستقبلية مشتركة حاولت تقديم جزء منها.