حمد بن عبدالله القاضي
قصة هذا الرجل الناجحة عجيبة تسطر بخيوط الصبر والعزيمة أ. سلطان بن محمد العذل
لقد قدَّر الله عليه قبل حوالي «16» سنة إصابته بمرض غريب، جعله لا ينطق حرفاً ولا يتحرك فيه عضو سوى عينيه وشفتيه.. ويتنفس عبر جهاز أوكسجين ويتغذى عن طريق أنبوب، ومع كل ذلك لم يستسلم لعجزه الكامل، أو لمرضه الصعب.
بل تجاوز كل ذلك -بعون الله- وبإرادة صلبة وإصرار على العطاء.
أبقى له الله السمع وتحريك العينين وبهما يعيش حياته ويقيم صلاته ويدير أعماله بكل نجاح، فلديه العديد من الشركات ونحو عشرة آلاف موظف.
وفوق ذلك محب للخير وداعم وقد أبهجني المغرد مشعل الكثيري عندما علق على تغريدتي عنه حيث أشار إلى أنه: يعرف الأستاذ سلطان عن قرب: فهو محب للخير.
***
سأورد نماذج عجيبة تشي بقدرته وتوظيف ما أبقى له الرحمن من قدرات بسيطة في تسيير حياته وطريقة تعامله وإدارة عمله: مثلاً إذا أراد أن يوافق على شيء، حرك جفن عينه اليمنى وإذا أراد الإجابة بـ«لا» حرك اليسرى، بل إنه اخترع لوحة رقمية تدرب عليها من يلازمونه يتخاطب فيها معهم ويقرأ الإيميلات عبر رموزها.
***
لقد حدثني عن هذا الرجل الذي لم يستسلم لعائق أخي دكتور بندر العتيبي الذي يعمل بإحدى شركاته الناجحة... حدثني عن قدرة أ. سلطان بالإشراف على العمل وتوجيهاته عبر الإيميل.
***
زرت هذا الرجل الناجح قبل عدة ليال في مجلسه وكان معنا بالجلسة شقيقه الأستاذ عبدالعزيز وسكرتيره الأستاذ عبدالعزيز الكثيري وجلسنا طوال المغرب معه وسألته عن وصول كتابي «مرافئ» له فأجاب بالإيجاب من حركة بعينه ترجمها لي مرافقه وصلَّى معنا، وبعد العشاء علمت أنه سيذهب على سريره المتنقل إلى منزل شقيقه أ. عبدالله ليحضر ويشارك إخوته وأبناءهم جلستهم الأسرية الأسبوعية، ولعل من توفيق الله له أن رزقه بإخوة أوفياء وأبناء بارين وأسرة معه وحوله.
***
إلى جانب إدارة أعماله بنجاح ألَّف عن والده الشيخ محمد بن صالح العذل براً به وهو أحد رجال الدولة الذين خدموها رحمه الله.
وبعد:
إن قصة حياة ونجاح هذا الرجل نادرة.
فهو بحق: إرادة هزمت العجز والمرض بعون ربَّه.
وسبحان من إذا منع وحرم، عوَّض وأعطى.
بقي أن أقول إن الأستاذ سلطان العذل أنموذج يحتذي، ليس للعاجزين جسدياً فقط ولكن للأصحاء فكم من صحيح الحواس والبدن لكنه فقد الإرادة وركن للكسل ولم يحصد أدنى نجاح.
-2-
* زرع الجميل:
«وكل امرئ يولي الجميل محبب
وكل مكان ينبت العز طيب»
ما أبهي أن نزرع الجميل فنسعد القلوب ونغرس الطيب ليعبق المكان.
-3-
* لقيس بن الملوح:
(وأجْهَشْتُ لِلتَّوْ بَادِ حِينَ رَأيتُهُ
وهلل للرحمن حين رآني
فَقُلْتُ له أين الَّذيِنَ عَهِدْ تُهُمْ
حواليك في خصب وطيب زمان)؟